ترك برس

استبعد خبراء روس إمكانية ضم الأراضي المحررة في الشمال السوري إلى تركيا، وذلك على خلفية نجاح عملية "غصن الزيتون" في تحرير مركز مدينة "عفرين" بريف محافظة حلب من ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور.

جاء ذلك خلال حديثهم لصحيفة "آر بي كا" الروسية، حول تحقيق تركيا هدفها الرئيس من عملية "غصن الزيتون" والسيطرة على عفرين السورية، وفق وكالة "RT".

واعتبرت الصحيفة أن تقريرها أن تركيا تخطط لإنشاء هيئات حكم ذاتي شبه مستقلة من الأغلبية الكردية في عفرين، للقيام بحرب عصابات ضد من تبقى من مقاتلي حزب العمال الكردستاني وأتباعهم.

ويقول الخبير المستقل تيمور أخميتوف إن "أصعب مشكلة بالنسبة لتركيا الآن هي إنشاء سلطة شرعية في نظر السكان الأكراد".

من جهته، يرى المحاضر في المدرسة العليا للاقتصاد وخبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، غريغوري لوكيانوف، أن هذا التكتيك ليس جديدًا. فقد سبق أن شاركت تركيا في إنشاء مجالس محلية تتألف في معظمها من نشطاء حقوق الإنسان والشخصيات والسياسيين المحليين من "الدرجة الثانية"، والذين يمثلون في أغلب الأحيان الأقليات السورية "المضطهدة".

وأضاف لوكيانوف: "أنقرة عرضت منذ فترة طويلة أن ترى في هذه المجالس بديلا للنظام السياسي القائم في سوريا ككل". لكنه يشكك في أن تكون أنشطة هذه المجالس فعالة.

واستدرك: "السياسيون الأكراد المهمشون وممثلو المنظمات الموالية لتركيا لا يحظون بالدعم والاعتراف من قبل السكان على أرض الواقع، وسيتم التعاطي معهم كممثلي قوة احتلال"، على حد تعبيره.

وأشار إلى أنه "من أجل ترسيخ نجاحها العسكري، سيكون على تركيا الحفاظ على الجيش السوري الحر في المنطقة، وفي موازاة ذلك، إعادة اللاجئين غير الأكراد من تركيا لتوطينهم في عفرين".

وقال أخميتوف إن "غصن الزيتون" تبيّن أن أنقرة تستطيع وتريد حل القضية بالوسائل العسكرية.. ولا تخطط أنقرة لضم الأراضي الخاضعة لسيطرتها في شمال سوريا، لأنها قد تواجه ردة فعل سلبية من العالم العربي بأكمله.

ويعتقد أخميتوف أن هذه المناطق ستخضع للمساومة بين السلطات التركية ولاعبين آخرين في الصراع السوري.

ويوافقه لوكيانوف الرأي، فهو يرى أن القيادة التركية لا تنظر جديا في إمكانية ضم الأراضي السورية. وبدلا من ذلك، يمكن أن يكون البديل خلق مناطق متاخمة للحدود تحت "الرعاية التركية".

ووفقا لوكيانوف، "المكسب من ضم هذه المناطق لتركيا، في حال حدوثه، صغير بما لا يقارن مع المخاطر والخسائر، التي سوف تتكبدها البلاد، والسياسة الخارجية، ونظام أردوغان".

فالرؤية التركية المتوسطة الأجل للوضع في سوريا تقوم على الرغبة في توسيع وتعزيز نفوذ البلاد لتلعب دورا هاما في إعادة الإعمار في مستقبل الدولة السورية، والتأثير في الوضع السياسي والاقتصادي بعد الحرب في البلاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!