ترك برس

اشتهرت سوريا بفن الموزاييك أو الفسيفساء، ويعود هذا الفن إلى قرابة 1500 عام قبل الميلاد، إلا أنه يواجه اليوم صعوبات كثيرة في البقاء على قيد الحياة.

وبعد كل ما مرت به سوريا من ظروف حرب وصراع، لجأ الكثير من أهاليها إلى تركيا، ومنهم من عاش في المخيمات ومنهم من استطاع أن يعيش في المدن.

وممن عاش في المخيم، فريد الشيخ عثمان من الشيخ علي من إدلب، الذي جاء إلى تركيا منذ ستة أعوام هربا من الحرب الدائرة فيها وخوفا على زوجته و أولاده، ويعيش مع عائلته في مخيم كيلس جنوب تركيا.

يقول عثمان لقناة تي آر تي التركية: "كنت أعمل في سوريا بفن الموزاييك وأصنع لوحات منها وأكسب عيشي من بيعها، وبعد لجوئي إلى تركيا، خوفا على عائلتي، عرضت عملي وفنّي على المسؤولين في مخيم كيلس، الذين أوصلوا بدورهم حاجتي إلى المسؤولين".

وأضاف عثمان: "استجاب المسؤولون لطلبي، وقدّموا لي اﻷدوات اللازمة لهذه الحرفة وأمّنوا لي كل المستلزمات، وعملت عدة أعمال فنية ولوحات وشاركت بها في عدة معارض سنوية في أنقرة وإسطنبول".

وأشار إلى أن المخيم قدم له تسهيلات وكل ما يحتاج، وأنّه يُعلّم في أثناء عمله الطلاب من مختلف اﻷعمار من سن 12 عامًا فما فوق.

وعن العودة إلى سورية، يؤكد عثمان: "إذا رجعت إلى سوريا،سأستطيع أن أفتح مشغلًا ﻷعلم فيه هذه الحرفة ﻷهلي وأولادي ولكل من يرغب بتعلمها، من أجل أن تحفظ هذه الحرفة وليستفيد منها البعض في كسب عيشهم".

وأخيرا، شكر عثمان الحكومة التركية على ما قدمت له من مساعدات ولغيره من اللاجئين، الذي لم تقدمه لهم دول أخرى.

وفي المقابل، وبأرض سوريا لا يزال أبو محمد الداني الذي يبلغ من العمر 73 عامًا، يعمل في مشغله الصغير بكفرنبل في إدلب، ولا يرى عمله مصدر رزق فقط، بل مسؤولية للحفاظ على هذا الفن.

يُرجِعُ الدّاني أصل هذا الفن إلى أيام البيزنطيين والرومان الذين سكنوا إدلب منذ آلاف السنين.

ويحتوي متحف معرة النعمان الشهير، الذي يعد أكبر متحف فسيفساء على مستوى الشرق الأوسط، قرابة 2000 متر مربع من الفسيفساء ومن ضمنها صور لملوك قدامى.

وتدخل في صناعة لوحات الموزاييك مواد أولية بسيطة، وهي عبارة عن أحجار عادية ذات ألوان متعددة يمكن إحضارها من مناشر الحجارة الخاصة بتعمير المنازل.

ومع أن فن الموزاييك تأثر بشدة خلال الحرب في سوريا، إلا أنه من الفنون التي تحاول الصمود،وتحاول أن تعكس أمزجة الحرب وأحداثها. فنرى بعض الفنانين يعرض لوحة تمثل تمزق سوريا، وهي عبارة عن خريطة لسوريا مغروسة فيها السكاكين من كل الجوانب وتسيل الدماء منها،بحيث تُصنع من الحجارة ثم يتم صبغها، ويهدف الفنان لربطها بظروف الناس الصعبة وقضاياهم.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!