ترك برس

من أبرز ما يثير انتباه الزائر إلى تركيا ولا سيما مدينة إسطنبول جمال أصوات المؤذنين وهي تصدح من فوق مآذن المدينة، إذ حرص الأتراك منذ عهد الدولة العثمانية على حسن اختيار المؤذنيين من أصحاب الأصوات العذبة وتدريبهم.

وخلال زيارته الأولى إلى إسطنبول افتتن المخرج السينمائي النمساوي سباستيان براميس هوبر بأصوات المؤذنيين، ثم علم بالمنافسة الوطنية لأجمل صوت مؤذن في تركيا، فقرر أن يكون هذا موضوعا لفيلمه الوثائقي الجديد.

يرى براميس أن إسطنبول التي تضم أكثر من ثلاثة آلاف مسجد تسمع فيها صوت المؤذن ولا تراه، فاختار أن يكون الفيلم عن حياة وطريقة تفكير المؤذنين والدخول إلى عالمهم الخاص. نلتقي في الفيلم بخالد أصلان الذي جاء إلى إسطنبول من شرق الأناضول وهو يتناول الإفطار مع أطفاه في شرفة منزله، ويتحدث عن سبب استمتاعه بالحياة في إسطنبول.

يقول أصلان إن المدينة هي المركز الأول للمؤذنين في تركيا، لذلك فهناك فرص وظيفية أفضل للمؤذن الجيد.  يفخر أصلان أيضًا بالعيش بالقرب من قبر السلطان محمد الفاتح الذي دفن في الجانب الأوروبي من المدينة.

يعرف مشاهدو الفيلم من مصطفى يامان الفائز بالمسابقة الأخيرة لأفضل مؤذن، أن إلقاء الآذان في تركيا يرتبط ارتباطا وثيقا بالموسيقى والغناء، فالآذان يجب إن يكون على مقام موسيقي بحسب كل صلاة. ويقول يامان: "لو لم أذهب إلى مدرسة الأئمة والخطباء، لربما أصبحت مغنيا".

ويظهر في الفيلم عيسى أيدين، مؤذن من أحد أحياء إسطنبول وهو يحاول إقناع أعضاء لجنة المسابقة بجمال صوته. ويتحدث أيدين عن مهمة المؤذن ووظيفته فيقول: "أسأل نفسي دائمًا ما إذا كان الآذان الذي أرفعه جيدًا كي يحث شخصا على المجيء للصلاة. وبقدر ما يستطيع المؤذن جذب مزيد من الناس للصلاة في المسجد، بقدر ما يكون ناجحا."

ويقرر الصحفي الألماني ماريان بريمير في تعليقه على الفيلم: "إن المشاهد يستطيع في نهاية الفيلم ربط أصوات الآذان التي تتردد في المساجد بأشخاص حقيقيين من لحم ودم يتوقون للتقدير والنجاح، ويدفعوننا إلى الابتسام بجديتهم. إن هذا التصوير للمؤذنين الأتراك بكل طموحاتهم واهتماماتهم يمثل الوجه الإنساني الكامل للإسلام التركي."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!