تترك برس

فاجأت أسرة مسلسل "كوت العمارة" المتابعين برسالة قالت فيها: "كان تاشانر، الذي يلعب دور شخصية سليمان العسكري في سلسلتنا، غادر السيناريو كما هو مخطط له، كما كان مخططا سابقا، نشكره على جهوده، ونتمنى له النجاح في مسيرته الفنية القادمة".

وذلك بعد تأجيل عرض الحلقة الذي كان مقررًا يوم الخميس 22 آذار/ مارس الجاري، ونقلها ليوم 29 من الشهر نفسه، كما أن الممثل تاشانر لم يحضر إلى موقع التصوير في آخر حلقاته.

وجاء رد أسرة المسلسل بعد تساؤل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي عن غياب تاشانر عن الشاشة وعن مصيره، لماذا لم يظهر؟ هل هو خارج المسلسل اﻵن؟ ومن سيواصل لعب دوره؟

ولد الممثل كان تاشانر في أنطاليا جنوب تركيا في عام 1975، وتخرج من جامعة مسرح المعهد الموسيقي في قونيا، وكانت بدايته في دور البطولة بسلسلة "لقاء كبير" في عام 2004.

وأدى تاشانر دور البطولة في مسلسل كوت العمارة الذي بدأ عرضه في يوم الخميس 18 كانون الثاني/ يناير 2018 على قناة تي آر تي. وهو من إنتاج محمد بوزداغ، مُنتِج مسلسل قيامة أرطغرل أيضا، وقد شارك تاشانر في مواسم المسلسل اﻷولى ،بدور غوندوغدو شقيق أرطغرل.

كتب بوزداغ سيناريو كوت العمارة، وأخرجه مصطفى شوقي دوغان، وانفصل المخرج عن المسلسل ليحل مكانه كامل آيدن.

لماذا ترك تاشانر كوت العمارة؟ يظل هذا السؤال دون إجابة فربما ترك بسبب أزمة اندلعت بينه وبين المنتج ،حتى أن المخرج ترك العمل واستُبدِلَ بكامل آيدن.

سليمان العسكري

كان سليمان العسكري قائدًا في الجيش العثماني برتبة عميد ركن، وقد شارك في مهام عديدة مثل مشاركته في لجنة الوحدات الخاصة التابعة لوزارة الحربية لمناقشة إدارة العمليات القتالية ضد اﻹنجليز في مصر وليبيا وذلك بمشاركة ألمانيا والقبائل والوحدات العربية في مصر وليبيا حيث كان رئيسا لهذه اللجنة.

كما شارك في معارك العراق قبل أن يصبح قائدا، ولذلك كانت القيادة العليا تستشيره في ما يخص العراق قبل الحرب، وبعدها قرروا إرساله حتى يستعيد العراق.

وفي العراق إبان غزو اﻹنجليز، بقيادة ديكسون في الحرب العالمية اﻷولى، تسلّم سليمان العسكري قيادة الجبهة من جاويد باشا الذي تم عزله بعد سقوط البصرة. ووضع العسكري خططا عسكرية يشارك فيها متطوعون، وكان له دور كبير في المعارك الشهيرة التي هاجم فيها العثمانيون الإنجليز لاستعادة البصرة، وكان للعشائر دور كبير فيها خصوصا بعد إعلان الجهاد والتحريض على قتال المحتل.

خطب العسكري باﻷهالي لدى وصوله إلى العراق قائلا: "سندحر اﻹنجليز ونسترجع ما احتلوه، حتى نصل سواحل الخليج" وأوعز بقتل قاضي البصرة بتهمة التسبّب في احتلال اﻹنجليز للبصرة، وفي إحدى المعارك أصيب العسكري في ساقه وظل يتلقى العلاج لأشهر ،وكانت القوات تنتظره طيلة هذه الفترة حتى وصل محمولا على نقّالة.

معركة الشعبية

كانت استعدادات العثمانيين والعشائر على أوجها لمواجهة اﻹنجليز في الشعبية، واستشار العسكري الرؤساء والعشائر، ومن بينهم قبائل المنتفق التي يترأسها الشيخ عجمي السعدون.

حاول اﻹنجليز ،إغراء السعدون بشتى الوعود عبر جاسوسهم كوكس، إلا أنه رفض ذلك وظل يقاتلهم ويكمن لهم حتى انتهت الحرب. وأشار السعدون على العسكري بالاكتفاء بالحصار دون الهجوم مع قطع اﻹمداد ولكن سليمان العسكري أصر على الهجوم.

كان اﻹنجليز قد استعدوا خلال فترة إصابته وانتظار المقاتلين لسليمان، فأحاطوا الشعبية بثلاثة خطوط دفاعية وحفروا الخنادق وحواجز الرمل واﻷسلاك الشائكة. ولهذا السبب ولرجوع بعض القبائل عن أداء وظيفتها الموكلة إليها، أثر ذلك على سير المعركة. 

وبعد ثلاثة أيام من القتال وبعد الهزيمة التي لحقتهم في المعركة أقدم سليمان العسكري على الانتحار وهو على نقالته ودفن في خيمته، وذلك بتاريخ 15 نيسان/ أبريل 1915 وحلّ مكانه نور الدين باشا.

وكان انتحاره لعدم تقبله الهزيمة وخشيته من الأسر، وقد تحدثت المصادر التي وجدت عن تلك الفترة عن أنه انتحر، ومن هذه المصادر مذكرات القصاب الذي كان مقربا من العسكري، ومن صديقه الحميم عجمي السعدون، ومن مذكرات تحسين علي المقرب من العسكري الذي شارك في المعارك.

ومن أسباب الهزيمة فيمعركة الشعبية سوء التنسيق بين العشائر والجيش النظامي في اﻷسلحة والمؤن وغيرها، وتسرع القائد بالهجوم مخالفا نصيحة السعدون ومعظم مجلس الاستشارة ومنهم خبراء ألمان، وإصابة القائد العسكري وطول انتظار الجيش له، مما مكّن اﻹنجليز من تعزيز خطوطهم الدفاعية.

علاقة معركة الشعبية وسليمان العسكري بكوت العمارة

كانت هذه المعركة مقدمة لمعركة كوت العمارة، حيث انسحبت بعدها قوات العثمانيين إلى الكوت بعد هزيمتها، ولحق بهم نيكسون، ثم كان حصار الكوت.

أقوال في سليمان العسكري

يقول القصاب في مذكراته عنه: "كان جنديا شجاعا وجسورا،لكنه لم يكن قائدا محنكا، عليه أن يقدر الموقف بصورة أفضل وأن يستفيد من ذوي الرأي والرجال من حوله".

ويقول شكري نديم عنه في كتاب حرب العراق "قائد ناجح مشبع بكره اﻹنجليز، قاتل في جبهة القرنة وعبدان، وأصيب بشظية في ساقه وتعالج لمدة شهرين قبل أن يصل إلى موقع الشعبية في 9 آذار/ مارس 1915".

أما الضابط الركن محمد امين زكي فيقول عنه: "إن ذهنه كان مشبعا بفكرة قذف اﻹنجليز في البحر وغزو الهند، وقد كان يفكر بالهجوم أكثر من تفكيره بالدفاع،وكانت القيادة العليا تتأثر بآرائه".

ما الذي سيحدث في مسلسل كوت العمارة؟

من سيأتي بعد تاشانر ليؤدي ما تبقى من دوره؟ ومن الممثل الذي سيحل مكانه؟ ومسألة انتحار القائد العسكري، هل يُعقَل أن البطل الذي حقق العديد من الانتصارات في التاريخ أنهى حياته بالانتحار؟ أم أن ضغط الدم عنده ارتفع وضغط على رأسه وكانت وفاته، لأن عقله لم يتحمل فكرة الهزيمة أو اﻷسر.

بطل "آيلا" ينضم لكوت العمارة

وفي حديثنا عن مسلسل كوت العمارة، لا بد من ذكر الممثل إسماعيل حاجي أوغلو الذي انضم إلى ممثلي مسلسل كوت العمارة في حلقاتة التي تم عرضها مؤخرا.

وحاجي أوغلو، هو بطل الفيلم التركي الشهير الذي ترشّح لجائزة الأوسكار "آيلا" (Ayla)، وحصل هذا الفيلم على عدة جوائز وحطم أرقامًا قياسية في شباك التذاكر، كما حصل على أعلى نسب المشاهدات.

ولد إسماعيل حاجي أوغلو في إسطنبول عام 1985، ودرس المسرح وشارك فيه كمُغنٍ. 

ويؤدي اسماعيل بدور محمد اﻹسكوبي، وهو ضابط تركي أسير، وأحد شخصيات التشكيلات الخاصة، وسيلعب دورا هاما في المقاومة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!