محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس 

تقع مدينة آلتون كوبري إلى الشمال الغربي من محافظة كركوك وتبعد عن كركوك نحو أربعين كيلومتر وعن أربيل نحو خمسين كيلومتر وتحتضن نهر الزاب الصغير ويقسمها النهر إلى ثلاث أجزاء: بيوك ياقا وأورطا ياقا وكوجوك ياقا ويربط أجزاء المدينة جسرين الأول شمالي وطوله 116م والثاني جنوبي وطوله 54م وقد حل هذان الجسران محل قنطرتين قديمتين تم بناؤهما بالجص والحجارة أحدهما كبيره عاليه والأخرى صغيرة وتحتل آلتون كوبري موقعا فريدا من الناحية الطبيعية لأنها مشيدة على جزيرة صخرية في وسط الزاب الصغير الذي يتفرع قبل بلوغها إلى فرعين شمالي وجنوبي وعندما يجتازها يعود مرة أخرى فرعا واحدا.

ومدينة ألتون كوبري مدينة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ حيث جرى تأسيسها عام 228 قبل الميلاد وكانت عاصمة لدولة (شيمار شيمورد) ويقال بأن الرومان كانوا يستخدمون المدينة كمحطة راحة لقوافلهم التجارية والعسكرية ومركز لتجارة الأعشاب الطبية التي تفردت بها المنطقة.

وقد ورد ذكر المدينة في كتابات الرحالة والمؤرخين من العرب والأتراك والأجانب مما يدل على أهميتها التاريخية والاستراتيجية، والمدينة يسكنها التركمان منذ أمد بعيد ويعود استيطانهم فيها لقرون عديدة. ومن أشهر القبائل التركمانيه التي سكنت المدينة قبائل البيات التركمانية وقبائل الأوغوز وآق قوينلو وقره قوينلو وإيلخانليلر وغيرهم.

وفي صبيحة يوم 28 من آذار/ مارس عام 1991م, ارتكبت مجزرة رهيبة بحق المدنيين الأبرياء من الأطفال والشباب والشيوخ في ناحية ألتون كوبري، حيث أن المرتكبين كانوا مجردين عن الرحمة والشفقة والإنسانية والفاعلون كانوا يدرون بأن هؤلاء أبرياء وغير مسلحين ولم يقاوموا أحدا ولم يرتكبوا أي عمل إجرامي.

وفي ذكرى تلك المجزرة أقامت جمعية أتراك العراق للثقافة والتعاون/ ممثلية بورصة ندوة موسعة بعنوان "مجزرة آلتون كوبرى والمستجدات الأخيرة في العراق" بمركز أوردكلي الثقافي بمدينة بورصة التركية يوم الأحد الخامس والعشرون من آذار.

بدأت الندوة بكلمة الافتتاح والترحيب ألقاها ممثل بورصة لدى جمعية أتراك العراق مصطفى واجد آغا أوغلو عبر من خلالها عن سعادته وسروره بالحاضرين، ومن ثم ألقى رئيس فرع بورصة لحزب الحركة القومية توفيق طوبجو كلمة عبر من خلالها عن تضامنه ودعمه للقضية التركمانية وللشعب التركماني.

ومن ثم ألقى الندوة الممثل السابق للجبهة التركمانية العراقية في تركيا الأستاذ المهندس أحمد مرادلى وسلط الضوء على قضية مجزرة آلتون كوبري التي ارتكبتها النظام السابق في العراق بتاريخ 28 آذار 1991 بحق العزل من أبناء الشعب التركماني وكذلك تطرق مرادلى للمستجدات الأخيرة في العراق ومكانة القومية التركمانية وسعيهم الدائم للمحافظة على وحدة التراب العراقي واستقلاله إضافة إلى عملهم الدؤوب في سبيل تقدمها وازدهارها وتفانيهم في العمل المخلص لدعم الوحدة الوطنية والتآلف والتآخي.

هذا وقد حضر الندوة المسؤولين المحليين في المدينة وممثلي بعض الأحزاب ومنهم عضو الهيئة التنفيذية العامة لحزب الحركة القومية قادر جيتيل والكثير من المواطنيين التركمان المقيمين في تلك المدينة وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني.

وقد بعث كل من نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو وعضو مجلس النواب التركي عن حزب العدالة والتنمية النائب أمينة ياووز جوزجج وعضو مجلس النواب التركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض النائب نور حياة قايش أوغلو برقية معبرين عن تحياتهم واحترامهم للقائمين بالندوة والضيوف الحاضرين ومعبرين عن تضامنهم للقضية التركمانية.

فألف تحية إجلال وإكبار لشهداء الانتفاضة الشعبانية عام 1991 عامة وشهداء مجزرة ألتون كوبري الرهيبة خاصة. وتبقى ناحية ألتون كوبري التركمانية بجسرها الذهبي ومائها ورجالها الشجعان مدينة التضحية والفداء ونموذجاً للمحبة والألفة والسلام.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!