ترك برس

دخلت القوات التركية والجيش السوري الحر مدينة عفرين بشمال غرب سوريا قبل نحو عشرة أيام، وأعلنوا السيطرة الكاملة عليها بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب منها. وأمس أعلنت غرفة عمليات غصن الزيتون المشتركة بين الجيش الحر والجيش التركي سيطرتها على مدينة تل رفعت الاستراتيجية.

ويتساءل تقرير لموقع جلوبال ريسيرش عن الخطوة العسكرية والدبلوماسية القادمة بعد تحقيق هذه الانتصارات. ويقول الموقع إن السياسة التركية معروفة بمرونتها الأمر الذي يجعل من الصعب التنبؤ بخطواتها التالية.

ويوضح التقرير كيف نجحت الدبلوماسية التركية في تحييد موسكو وواشنطن بعيدا عن دعم تنظيم "ي ب ك" في عفرين، مشيرا إلى أن النصر العسكري في المدينة كان بفضل اتفاق سياسي بين القيادة التركية وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وخلال الأشهر الأخيرة، كان هناك دائمًا نائب وزير تركي واحد على الأقل في الولايات المتحدة لإجراء المفاوضات.

وفي الوقت نفسه دخلت أنقرة في حوار سياسي ناجح مع موسكو، ومن ثم منعت التدخل الروسي في خططها أو دعمها للتنظيمات السورية المرتبطة بتنظيم "بي كي كي" المدرج على لائحة الإرهاب في تركيا.

ولكن التقرير يلفت إلى أن النجاح التركي في عفرين يرجع في المقام الأول إلى تحييد واشنطن، حيث أوقفت الولايات المتحدة دعمها العسكري لتنظيم "ي ب ك" في شمال غرب سوريا وضغطت على قيادته لمنع فتح جبهة جديدة ضد تركيا، ولذلك انسحبت وحدات الحماية الشعبية من عفرين.

ويضيف أن عدد وأنواع الأسلحة والذخائر التي استولى عليها الجيش التركي والجيش السوري الحر في عفرين يثبت أن وحدات حماية الشعب كانت تتلقى إمدادات عسكرية من كل من الكتلتين اللتين تقودهما الولايات المتحدة وروسيا. لكن التطورات الأخيرة أدت إلى النجاح العسكري والدبلوماسي التركي.

ويتحدث التقرير عن تغير الموقف التركي تجاه روسيا، وعودة التحالف الأمريكي التركي في سوريا في المستقبل القريب، ولكن عمق التعاون المحتمل بين البلدين يعتمد على عوامل متعددة، أحدها هو قضية مدينة منبج التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب التي تدعمها الولايات المتحدة. تسعى أنقرة إلى طرد "ي ب ك" من المدينة وريفها بالقوة العسكرية، لكن القوات الأمريكية المنتشرة في منبج وتقوم بدوريات على الحدود السورية التركية في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية تعيق ذلك.

وقد اقترحت تركيا على الولايات المتحدة إقامة منطقة أمنية مشتركة في المنطقة وإخلائها من وجود وحدات حماية الشعب، ولكن هذه الفكرة لم تحظ بتأييد واشنطن حتى الآن.

ويشير التقرير إلى أن هناك بوادر على التحول في موقف أنقرة تجاه موسكو، مثل بيان الخارجية التركية الذي صدر قبل عشرة أيام وندد بإجراء الانتخابات الروسية في القرم. ومع ذلك تسعى أنقرة في المقابل للحفاظ على علاقات محايدة على الأقل مع موسكو وتطوير التعاون الاقتصادي معها، حيث يعد مشروع السيل التركي مشروعًا مهمًا استراتيجيًا للقيادة التركية، لأنه سيسمح لها بالسيطرة على عبور الغاز الطبيعي إلى جنوب أوروبا.

ويخلص إلى أن تركيا ستواصل خلال الأشهر المقبلة تعزيز نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة، فضلاً عن تطوير نشاط السياسة الخارجية. وإذا نجحت أنقرة في ذلك، فإن القوى الإقليمية الأخرى ستواجه مخاطر بسبب التوسع التركي التي تنشأ في كل مرة تعزز فيها تركيا قوتها العسكرية والسياسية.

ويحدد التقرير أربعة أهداف لتركيا في المرحلة الحالية:

- تعزيز المكاسب وتوسيع الأراضي الخاضعة لسيطرتها في شمال وشمال غرب سوريا وكذلك في شمال العراق بإنشاء مناطق أمنية لمحاربة الإرهاب في هذه المناطق ضد حزب العمال الكردستاني.

- تعزيز موقفها  بشأن ما يعرف بفضية قبرص، حيث تحتفظ تركيا بقوة عسكرية كبيرة في الشمال القبرصي، وترفض عمليات التنقيب عن الغاز في المياه التابعة لدولة شمال قبرص.  

- تعزيز نفوذها في بحر إيجة.

- توسيع تأثيرها الثقافي والسياسي في الدول الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى واستعادة نفوذها السري على المناطق التركية في روسيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!