صحيفة فاستنيك كافكاز الروسية - ترجمة وتحرير ترك برس

صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل انطلاق رحلته نحو مدينة فارنا البلغارية حيث سيلتقي مع بعض قيادات الاتحاد الأوروبي، بأن أنقرة لن تسمح لبعض القوى بعرقلة مسارها للحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي. ووفقا لما نشرته وكالة "آسيا نيوز"، سيجتمع أردوغان ببعض القادة الأوروبيين من أجل إصلاح العلاقات المتدهورة، وتلافي أزمة العلاقات التي طال أمدها.

خلال هذه الزيارة، سيعقد أردوغان محادثات مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، لمناقشة الخطوات التي اتخذتها تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، والنظر في مطالبها فيما يتعلق بتحرير نظام التأشيرة، فضلا عن التاريخ اللامحدود لعضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي.

وفي حين أن الهدوء كان يسود الوضع، الأمر الذي وفر أجواء ملائمة أكثر للنقاش حول مختلف المسائل العالقة، خلق الصراع بشأن اليونان وقبرص حالة من التوتر قبيل انعقاد القمة. من جهته، صرح رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، الذي تترأس بلاده مجلس الاتحاد الأوروبي هذه السنة، أن المفاوضات ستكون صعبة للغاية.

مما لا شك فيه أن الطرفين سيعملان بشكل بناء على إنجاح المفاوضات، لا سيما في ظل رغبة الجانبين في تعزيز العلاقات في مجالات مختلفة بما في ذلك المجالان الاقتصادي والأمني. وقد أوردت أستاذة العلوم السياسية في جامعة باريس ومؤلفة كتاب يعنى بالسياسة الخارجية التركية، جانا جبور، أن "قمة فارنا تمثل منصة لاستئناف الحوار بين الجانبين، على الرغم من أننا لا نتوقع ظهور عراقيل أخرى".

مؤخرا، توترت العلاقات بشكل كبير بين الجانبين على خلفية اتهام زعماء الاتحاد الأوروبي أنقرة بالقيام ببعض الممارسات غير القانونية ضد اليونان وقبرص، في شرق البحر المتوسط وبحر إيجة. وبدورها أدانت تركيا هذه الاتهامات في بيان أفادت فيه بأن الاتحاد الأوروبي لا يعمل على تقييم الوضع في قبرص، التي يعد أغلب سكانها من اليونان وشمال تركيا، بشكل موضوعي.

خلال اجتماع الدول الثماني والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اتهمت تركيا بالقبض على جنديين يونانيين، فضلا عن أن أنقرة توعدت الحكومة اليونانية بمنعها من استخراج النفط والغاز. ومن جانبه، أفاد وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة التركية، عمر جليك، بأن تركيا لا يمكن أن تقبل هذا النوع من التصريحات من قبل الاتحاد الأوروبي. في سياق متصل، قال دونالد تاسك إن "هذه المسألة ستطرح على طاولة النقاش خلال اجتماع فارنا، حيث نأمل أن تعقد محادثات واسعة النطاق حول العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي".

وقد صرح جان كلود يونكر، بأن "القمة ستشهد تضاربا على مستوى المواقف، نظرا للتناقضات العديدة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. في الأثناء، ستكون المحادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نزيهة وواضحة".

في آذار/ مارس سنة 2016، وقعت تركيا وبروكسل على اتفاقية تهدف إلى إنهاء تدفق موجة المهاجرين إلى أوروبا. وقد اعتبرت الاتفاقية بمثابة نقطة تحول في العلاقات بين الطرفين، في حين تأمل تركيا بمقتضاها أن يقع إلغاء نظام التأشيرة مع الاتحاد الأوروبي. وحتى اللحظة الراهنة، لم تحقق تركيا مبتغاها، لذلك يعتزم أردوغان التركيز على هذه النقطة تحديدا خلال المحادثات. وفي هذا الصدد، تعتقد جانا جبور أن إلغاء نظام التأشيرة يعد موضوعا ذا أولوية بالنسبة لتركيا، إلا أن من غير المتوقع أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتقديم بعض التنازلات فيما يتعلق بهذه المسألة.

انتقدت بروكسل في العديد من المناسبات التدابير التي اتخذتها السلطات التركية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، التي أسفرت عن اعتقال آلاف الأشخاص بما في ذلك عدد من الصحفيين. في المقابل، اتهمت تركيا بروكسل بعدم تقديم الدعم لأنقرة بعد محاولة الانقلاب، وذلك ما أدى إلى تقاربها مع روسيا، علما وأن الرئيس الروسي يعتزم زيارة تركيا في أوائل أبريل/ نيسان المقبل.

في خضم قمة فارنا، ستطرح مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي على طاولة المفاوضات، في الوقت الذي يتفق فيه المحللون السياسيون وبعض الدبلوماسيين الغربيين على أنه لن يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة في هذا الشأن. بالإضافة إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن تركيا لا تتوقع أي إجراءات جدية من جانب الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بحصولها على العضوية.

يشكل عدم استجابة تركيا للطلبات المنادية بالتراجع عن عقوبة الإعدام، خطوة تعيق مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. في هذا الصدد، أقر مارك بيريني، السفير السابق للاتحاد الأوروبي في تركيا، أنه في أبريل/ نيسان، سيصدر الاتحاد الأوروبي تقريرا آخر يظهر فيه التراجع المستمر لتركيا.

أثناء الزيارة السابقة التي قام بها أردوغان إلى أوروبا، أفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه لم يتم إحراز أي تقدم، وأنه ينبغي على تركيا بذل المزيد من الجهد لتجاوز أزمة العلاقات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!