ترك برس

كشف تحقيق استقصائي لصحيفة "آسيا تايمز" أن الولايات المتحدة تساهلت في فرض قيود على شحنات الأسلحة الموجهة إلى الشرق الأوسط ومن بينها صواريخ AT-4 المضادة للدروع التي سقطت في أيدي إرهابيي حزب العمال الكردستاني.

وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الأمن التركية ضبطت في منتصف عام 2016 ثمانية صواريخ من هذا النوع الذي تستخدمه القوات الأمريكية على نطاق واسع، في الولايات التركية الجنوبية خلال ست حملات استهدفت مسلحي حزب العمال الكردستاني، وهو ما يعد تطورا مخيفا في ترسانة الحزب الإرهابي.

وبدأت الولايات المتحدة إنتاج هذه الصواريخ منذ عام 1982 بموجب ترخيص  من الشركة السويدية المصممة Alliant Techsystems Inc. وتخضع عقود الإنتاج لاتفاقات المستخدم النهائي، وهي معيار عالمي في صناعة الأسلحة الدولية يهدف إلى وقف انتشار الأسلحة إلى جهات غير مرخص لها من أطراف ثالثة.

وعرضت الصحيفة على المفتشية الوطنية للمنتجات الاستراتيجية في السويد ISP، وهي الهيئة السويدية لتصدير الأسلحة التي تنظم جميع عمليات نقل الأسلحة، صور الصواريخ الثمانية التي ضبطتها القوات التركية. وأفاد مدير عام المفتشية، كريستير أليستروم، أن جميع الصواريخ من إنتاج الولايات المتحدة وهو ما توضحه العلامات المكتوبة بالإنجليزية.

ووفقا للتحقيق الاستقصائي فإن الرقم التسلسلي لبعض صواريخ AT-4 التي ضبطتها القوات التركية يتطابق مع الرقم التسلسلي لصاروخين موثقين في بيانات مجموعة "أبحاث النزاعات المسلحة" (Conflict Armament Research) عن الأسلحة التي توجهت إلى العراق.

ورجح  دامين سبليترز، رئيس مجموعة "أبحاث النزاعات المسلحة" أن تكون الصواريخ التي ضبطتها قوات الأمن التركية لدى مقاتلي العمال الكردستاني جزءا من مبيعات أمريكية للعراق قبل أن يستولي عليها تنظيم داعش.

وفي عام 2015 زودت الولايات المتحدة العراق بنحو 2000 صاروخ من طراز AT-4 لمواجهة التكتيكات التي يتبعها تنظيم الدولة (داعش) في شن هجمات انتحارية باستخدام شاحنات ملغومة. كما تلقت قوات البيشمركة الكردية في العراق 1000 صاروخ مماثل في السنوات الثلاث الماضية.

وقالت الصحيفة إن ظهور الصواريخ الأمريكية الصنع في أيدي جماعات إرهابية محددة يطرح أسئلة عن ضوابط الولايات المتحدة بعد التسليم. وفي حين استولى تنظيم داعش على الصواريخ من مواقع الجيش العراقي التي اجتاحها في عام 2014، فإن الطريقة التي حصل بها حزب العمال الكردستاني على  صواريخ AT-4 ما تزال غير واضحة.

وأضافت أنه سواء حصل عليها مباشرة من الجيش العراقي أو من مقاتلي البشمركة الأكراد، فإن وصول هذه الصواريخ إليه يشير بوضوح إلى أن الضوابط التي وضعتها الولايات المتحدة لعدم وصول هذه الأسلحة إلى الإرهابيين قد فشلت.

وفي تعليقه على تحقيق الصحيفة قال الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف الدولي في سوريا والعراق ضد تنظيم داعش، إن التدقيق المسبق كان شرطًا لتدريب أي مجموعة وتزويدها بالسلاح، حيث كان يتوجب عليها عدم الارتباط بأي جماعة أو دولة تدعم الإرهاب.

وعندما سُئل عن الكيفية التي وصلت بها الأسلحة الأمريكية إلى أيدي حزب العمال الكردستاني، قال ديلون: "لا يمكننا التكهن بالمعدات التي قد تُفقد في ساحة المعركة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!