محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

يكاد يكون التشابه الديمغرافي هو أحد أهم الخصائص والأسس التي تدعم العلاقات بين البلدين الجارين تركيا والعراق من كافة النواحي القومية والدينية والمذهبية إضافة إلى وجود أواصر عشائرية وعلاقات أسرية كثيرة جدا بين أبناء البلدين.

وعلى هذا الأساس فإن جل اهتمامات مسؤولي البلدين تضمن المحافظة وإدامة تلك الأواصر من خلال المشاركات واللقاءات التي تتشابه بها اهتمامات أبناء البلدين المتنوعة والتي تقوم بها منظمات المجتمع المدني برعاية رسمية من أعلى المستويات.

ففي أنقرة وفي الذكرى المباركة لولادة أمير المؤمنين أبا الحسن والحسين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه نقل الدكتور حسين الخطيب السفير العراقي تحيات دولة رئيس الوزراء العراقي الأستاذ حيدر العبادي وتحيات الدكتور إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي إلى الإخوة في الوقف التركماني البكداشي العلوي والذين نظموا احتفالية مهيبة بتلك المناسبة والتي شارك بها سعادته بالدعوة الكريمة التي وجهت إليه لحضور الحفل والذي نظمه الوقف التركماني العلوي البكداشي برعاية رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان، والذي جاء تحت عنوان (الأولياء الصالحون منذ عهد الخوجة أحمد يسيفي حتى اليوم).

ومن خلال كلمته والتي كانت مهمة جدا وبتقييم الحاضرين لشموليتها وتناولها مختلف الجوانب الدينية والاجتماعية والدبلوماسية، والتي أكد من خلالها إنسانية الدعوة الإسلامية المحمدية وأتباعه الطاهرين واتخاذ كلمات الإمام علي كرم الله وجهه في الإنسانية نبراسا يقتدى بها فهو القائل (الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو شبيه لك في الخلق) وهذه بعض مآثر الصفوة المباركة والتي هي قاعدة من قواعد احترام حقوق الإنسان والإخوة والرحمة بين بني البشر.

وتطرق سعادة السفير العراقي إلى العلاقات الأخوية بين البلدين الجارين بعد توجيه الشكر والعرفان لمنظميها حيث أكد سعادته:

(الأفاضل الحضور يشرفني أن أمثل بلدي العراق الذي يحتضن قبور وأضرحة الأنبياء والصالحين وسبعة من أئمة أهل البيت (ع) ضريح أمير المؤمنين علي وستة من أبنائه وأحفاده، العراق الذي حقق شعبه قريبا الانتصار على الإرهاب الداعشي بدماء وتضحيات شعبه.

أمثل بلدي لدى جمهورية تركيا الجارة الشقيقة العزيزة التي سجل شعبها صفحات مهمة وعظيمة في سجل التاريخ الإسلامي وحققت في العصر الحديث نهضة اقتصادية باهرة تسر كل المسلمين والمحبين ويشهد لها الجميع).

كما تطرق السفير إلى الروابط القوية والتي هي روابط كثيرة وعرى وثيقة تتمثل في رابطة الدين والجوار والقرابة إضافة إلى المصالح المشتركة التي أثبتت الفترة الأخيرة أهميتها حيث واجه البلدان ولا زالا يواجهان خطر الإرهاب وخطر مساعي التقسيم والانفصال وهموم المسلمين وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني المظلوم وغيرها.

وتطرق أيضا إلى مشاركة البلدين في مواقفهما في سبيل سعيهما إلى تخفيف التوترات بين الدول الإسلامية ودول المنطقة على وجه الخصوص، إضافة إلى سعيهما الدؤوب لتحقيق المصالحة بين كافة الأطراف في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وبقية المواقف التي تتفق فيها وجهات نظر البلدين.

وفي نهاية كلمته قال سعادته: وأنا أرجو التوفيق من الله لكي أستطيع المساهمة في تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين متوكلا على الله ومعتمدا عليه وعلى تصميم ودعم حكومتنا العراقية لتطوير العلاقات بين البلدين ومتفائلا من الترحيب والدعم الأخوي الذي وجدته لدى الأصدقاء ومن المسؤولين الأتراك.

وحضر الحفل كل من الشيخ محمد تقي المولى والسيد صادق اللبان أعضاء مجلس النواب العراقي ومساعد الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي السيد رحمن السعبري وعدد من الأكاديميين العراقيين وممثل رئاسة الجمهورية التركية السكرتير العام للقصر الرئاسي السيد فخري كاسركا ونائب رئيس مجلس الوزراء التركي السيد هاكان شاويش أوغلو ورجال الدين إضافة إلى مشاركة أكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني من عدد من الدول الإسلامية.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!