ترك برس

تعتزم المديرية العامة للمسارح الحكومية التركية أداء مسرحية "محمد عاكف" بالقرب من الحدود التركية، لتعزيز الروح المعنوية لدى الجنود المشاركين في عملية غصن الزيتون وسكان المنطقة.

وذكرت مديرية المسارح في بيان لها أن مسرحية "محمد عاكف" التي تحكي قصة الشاعر كاتب النشيد الوطني التركي محمد عاكف أرسوي سيتم تمثيلها في ولاية هاتاي في 4 نيسان/ أبريل وفي منطقة صمنداغ في 5 نيسان، وستفتح أبوابها للجمهور مجانا.

أوضح مخرج المسرحية جاهيت شايران أنه شعر بضرورة إحياء ذكرى فترة حرب الاستقلال وفهمها وإعادة تفسيرها، في الذكرى السابعة والتسعين للنشيد الوطني.

وتابع شايران قائلا: "في هذه اﻷوقات العصيبة، تكافح أمتنا عمليا من أجل الاستقلال، ومسارح الدولة عليها واجب داعم ومرابط، كان الله مع جنودنا".

كتب المسرحية المؤلف رمزي أوزتاليك، ونجوم المسرحية عائشة يلدز أكينسال، وأوزلام كالكان، وآلباي أولوساي، وأليف آرسلان، وموغا سفرجي أوغلو، وأوميت هسرت أصلان، وإنجين أوزساين، ودورموش تشاليكال، ومحمت تولكا كوناي، ودارا تان،وتوركاي كيليتش، وديلار أوزتورك، وسادات كاتشيجي وجنار كاتشلي.

وقد قام ديلاك كابلان، بإعداد تصميم المسرح واﻷزياء، وأعد الموسيقى التصويرية نديم يلدز، وجهّز اﻹضاءة تشتين آتاي، أما فنون الرقص فنظمتها بورتشاك إيشيمار.

محمد عاكف أرسوي

يُسمى "شاعر الاستقلال"، كان رمزا من رموز حرب الاستقلال وتحرير اﻷناضول من المحتل. ففي نهاية عام 1920 أعلنت وزارة التعليم عن مسابقة لكتابة نشيد وطني يرفع معنويات الجنود والمواطنين.

شارك في المسابقة عدد كبير من الشعراء، ولم يشارك أرسوي في المسابقة بسبب المكافأة المالية التي أعلن عن تقديمها للفائز وهي 500 ليرة تركية، ﻷنه كان يرى أن اﻷعمال الوطنية يجب أن لا تكافأ بمقابل مادي.

اختيرت ست قصائد، لكن لم يكن أي منها تصل إلى المستوى المطلوب، وبعد إلحاح أصدقائه اقتنع أرسوي بضرورة المشاركة في المسابقة، وأنهى كتابة قصيدة "استقلال مارشي" (نشيد الاستقلال) خلال 48 ساعة وسلّمها إلى الوزارة.

وأرسلت القصيدة مع القصائد الست اﻷخرى إلى الضباط ليلقوها على الجنود حتى يتم تصنيفها حسب إعجابهم، وحلت قصيدة محمد عاكف أرسوي في المرتبة اﻷولى. وتمت قراءتها في البرلمان التركي، وطلبوا إعادته للمرة الثانية وسط تصفيق حار، ولقي إعجاب النواب وتم إقراره كنشيد وطني.

أراد محاسب البرلمان تسليم المكافأة المالية إلى أرسوي، إلا أنه رفض استلامها، ولما قال له المحاسب إنه مضطر لتسليمها إليه استلم المكافأة وتبرع بها لجمعية خيرية تعنى بالفقراء والمساكين.

وعلى الرغم من أنه كان مدينا وبحاجة ماسة للمال، ولم يكن يملك معطفا يلبسه في الشتاء، وكانت 500 ليرة تركية آنذاك مبلغا كبيرا، فقد كان يمكنه شراء مزرعة في العاصمة أنقرة بنحو 140 ليرة تركية.

كتب محمد عاكف نشيد الاستقلال وأهداه إلى الشعب التركي، ولم ينشره ضمن قصائده التي جمعها في كتابه الشهير "صفحات"، لأنه كان يعد نشيد الاستقلال ملكا للشعب. وكان يسأل الله أن لا يجعل الشعب التركي يقع تحت الاحتلال ليكتب له نشيد استقلال آخر.

توفي شاعر الاستقلال في 27 كانون الأول/ ديسمبر 1936.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!