ترك برس

يعد المسجد الكبير "أولو جامع" (Ulu Camii) من أشهر المعالم اﻹسلامية واﻷثرية في منطقة اﻷناضول. بُني في خلافة عمر بن الخطاب، إذ تم فتح ديار بكر (Diyarbakır) في سنة 641م  على يد الصحابي عياض بن غنم، بعدما فتح منطقة الجزيرة.

كان الموقع اﻷساسي للجامع في سابقه كنيسة تسمى كنيسة مارتوما، إلا أنه تم تحويله إلى جامع عقب فتح المدينة في عام 641م.

يقع الجامع ببلدة سور في مدينة ديار بكر، التي تعد ثاني أكبر مدينة في منطقة اﻷناضول في جنوب شرق تركيا بعد مدينة غازي عنتاب، وتقع على ضفاف نهر دجلة.

بني أولو جامع من البازلت اﻷسود والحجر الجيري اﻷبيض، ويستوعب قرابة 5 آلاف مُصلي، ويتميز ببساطة عمارته وبأقواسه المزخرفة بالرصاص والرخام.

وهو أول جامع بني في منطقة اﻷناضول، وقد شهد عمليات ترميم مستمرة من أهمها وأكبرها عملية ترميمه في عهد الدولة السلجوقية، حيث تمت إعادة بنائه وترميمه في سنة 1091، بأمر من الحاكم، وأسهم فنانو العهد السلجوقي بنقش أعمدته وزخرفة جدرانه.

يمتاز الجامع بعمرانه الفريد، إذ تتوسطه أعمدة مبنية بالحجر المقطوع تحمل على قممها  مقوسات بنيت بذات الحجر المقطوع، ولا تعتلي أبنية الجامع القباب، ولا تلف أعمدته الزخارف.

ويحتوي فناؤه المستطيل الشكل الكبير على نافورة تاريخية يبلغ عمرها 800 عام، وفي وسط الفناء الشادروان (مكان الوضوء)، باﻹضافة إلى الصحن الخارجي بأعمدته الرائعة التي تمثل تاريخ الفن والعمارة في تلك الحقبة.

ولا تزال الساعة الشمسية التي استخدمها الجزري تزينن الساحة الكبيرة للجامع إلى يومنا هذا، والتي تنبئ الناس بالوقت وتعتمد في عملها على الشمس.

على الواجهة الغربية لقاعة الصلاة مقابل الفناء، يوجد النقش الأقدم لاسم السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان 1092 -1073، الذي تم الترميم إبان حكمه.

وقد تعرض الجامع لحريق تسبب له بأذى كبير في عام 1115. وتم تخصيص جوانب في الجامع الكبير للمذاهب اﻷربعة الرئيسية في اﻹسلام، لكل مذهب جانبه الخاص، واحد من تلك الجوانب يستخدم من قبل المصلين من مذهب ابي حنيفة وآخر من قبل مذهب الشافعي ثم الحنبلي فالمالكي.

وقبل ثمانية أعوام ، افتتحت مكتبة "ضياء غوك ألب"، ضمن مجمع "أولو جامع" التاريخي.

وتحتضن المكتبة 2200 مخطوطة و7 آلاف كتاب تاريخي مطبوع قبل عام 1928، مكتوبة باللغات العربية والفارسية والعثمانية التركية، في مجالات كثيرة مثل الطب واﻷداب والقانون.

ومن أهم الكتب القديمة في المكتبة كتاب "القانون في الطب" ﻹبن سينا. ولتجنب تلف المخطوطات والكتب تحتوي المكتبة على نظام تكييف يعمل على مدار سبعة أيام للحفاظ على درجة حرارة ورطوبة معينة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!