ترك برس

أعلن الجيش التركي، السبت، إقامة نقطة مراقبة في منطقة "مورك" بالريف الشمالي لمحافظة حماة السورية، هي التاسعة من نوعها في إطار اتفاق "مناطق خفض التوتر".

وتوجهت قافلة عسكرية تركية مؤلفة من 100 مركبة، صباح السبت، إلى منطقة "مورك"، مرورًا بقرى كفر لوسين، وسرمدا، ومدينتي معرة النعمان وخان شيخون، في محافظة إدلب، من أجل إنشاء نقطة المراقبة.

وتبعد النقطة (مورك) 88 كيلومترًا عن الحدود التركية، و3 كيلومترات عن مواقع انتشار قوات النظام والجماعات المدعومة من إيران.

ومنتصف سبتمبر/أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، توصلها إلى اتفاق بإنشاء مناطق خفض توتر تشمل محافظة إدلب، وأجزاء محددة من محافظات حلب (شمال)، وحماة (وسط)، واللاذقية (غرب).

ومنذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2017، تواصل القوات المسلحة التركية إنشاء وتعزيز نقاط عسكرية على خط إدلب ـ عفرين، بهدف مراقبة الالتزام بخفض التوتر.

رئيس أركان الجيش الحر سابقا، العميد أحمد بري، قال إن نقاط المراقبة تكتمل بشكل تدريجي، ما يعني أن إدلب مقبلة على استقرار وهدوء طويل، وفق ما نقلت صحيفة "عربي21".

وفقا لبري وهو رئيس اللجنة العسكرية في وفد المعارضة إلى محادثات أستانة، فإن ما يعيق الانتهاء من تثبيت كامل نقاط المراقبة وصولا إلى الساحل السوري، هو الاقتتال الداخلي الذي تشهده مدينة إدلب ما بين "هيئة تحرير الشام" و"جبهة تحرير سوريا".

وأوضح أن الجيش التركي يحاول أن لا يصطدم مع القوات المحلية، وقال: "تسعى تركيا جاهدة لعدم إراقة الدماء، ودخول قواتها إلى منطقة تشهد اقتتالا داخليا قد يعرض هذه القوات والقوات المحلية إلى الخطر".

وشدد بقوله: "كل المناطق الآمنة التي شملها اتفاق خفض التصعيد، سيتوقف فيها القتال عاجلا أم آجلا".

لكن المحلل العسكري والاستراتيجي، العقيد فايز الأسمر، ربط الحديث عن استقرار في إدلب، بانتهاء تركيا من تثبيت كامل نقاط المراقبة في كل جهات إدلب.

قال الأسمر: "صحيح أن جبهات إدلب الشرقية وجزء من الجنوبية جمدت بنشر نقاط المراقبة التركية، لكن ما تزال الجبهات الجنوبية الغربية (سهل الغاب وصولا إلى جبل التركمان) لا زالت مفتوحة على النظام".

وتساءل الأسمر: "في حال تأزم الملف السياسي، من هي الجهة التي ستضمن أن لا يعمد النظام إلى فتح جبهات جديدة من تلك المحاور التي لا يتواجد فيها نقاط مراقبة تركية؟".

وأردف قائلا: "ما لم تثبت تركيا نقاط المراقبة في الخاصرة غرب وجنوب إدلب فإنه لا يمكننا الحديث عن استقرار قادم".

وفي السياق ذاته، ألمح الأسمر إلى بلدتي "كفريا والفوعة" المواليتين للنظام والمحاصرتين من قبل المعارضة في إدلب، وعلق قائلا: "إن البلدتين تشكلان جزءا أساسيا من معادلة استقرار إدلب، والنظام ضمن حسابات معينة عازم على حسم هذا الملف سواء باتفاقات سياسية أو بمفاوضات قادمة".

وأضاف: "كل الاحتمالات مفتوحة، وخصوصا بالنظر إلى التغيرات السياسية التي يشهدها الملف السوري بشكل سريع".

واستدرك الأسمر قائلا: "لكن الأوضاع الحالية تشي بأن إدلب متجهة إلى فترة هدوء بناء على تفاهمات مرحلية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!