كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تنظيم داعش هُزم بنسبة كبيرة، وأعلن اعتزام بلاده الانسحاب من سوريا. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدوره قال إن داعش هُزم في سوريا، مؤكدًا تصريح ترامب. 

يشير التصريحان المذكوران إلى عدم ضرورة الوجود الأمريكي في سوريا. لكن وزارة الدفاع الأمريكية تواصل زيادة عدد قواتها عوضًا عن تخفيضه، وإنشاء القواعد العسكرية في الشمال، معتبرة كلام ترامب حبرًا على ورق. 

الناطقة باسم البنتاغون دانا وايت وصفت ما يقال عن انسحاب القوات الأمريكية بأنه شائعات، معتبرة أن تصريحات ترامب لا تؤخذ على محمل الجد في واشنطن.

وعند الوضع بعين الاعتبار أن القوة التي تضع السياسات الأمريكية في سوريا هي البنتاغون يظهر بوضوح من سيكون صاحب القرار. ورغم أن دور الرئيس في النظام الأمريكي يبدو "حاسمًا" إلا أن الكلمة الأخيرة دائمًا ما تكون للبنتاغون والاستخبارات والخارجية. 

إذًا الولايات المتحدة لن تنسحب من سوريا، وهذا ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقوله إن واشنطن لا تنوي الانسحاب من شمال سوريا وإنها تنشئ قواعد عسكرية جديدة هناك.

غير أن تصريح ترامب سيحرج البنتاغون ويبقي على الجدل القائم حول مشروعية الوجود الأمريكي في سوريا. 

بما أن أمريكا هزمت داعش في سوريا وقضت عليه فقد أصبح وجودها في البلد المذكور غير مشروع، بعد أن زالت "المشروعية" التي أوجدتها بذريعة داعش. 

يتزايد يومًا بعد يوم تأثير الثلاثي المكون من تركيا وروسيا وإيران في تحديد مستقبل سوريا، وهذا ما سيجبر الولايات المتحدة على الانسحاب منها. 

أحبط التحالف التركي الروسي  الإيراني مخططات الولايات المتحدة بشأن شمال سوريا، ولن تتمكن واشنطن من التحرك بحرية في ظل وجود هذا التحالف الثلاثي. 

الخطوة القادمة للبنتاغون ستكون على غرار ما فعلته في حرب الخليج الأولى في شمال العراق، حيث ستعمل على إكساب حصانة لوجود حزب الاتحاد الديمقراطي/ حزب العمال الكردستاني في سوريا، وإيجاد مسوغ "قانوني" له قبل الانسحاب. 

لكن من دون الحصول على دعم روسيا وموافقة نظام الأسد لن يكون من الممكن للولايات المتحدة إكساب حصانة للاتحاد الديمقراطي. وإذا وضعت تركيا ثقلها في المسألة فإن ذلك سيكون مستحيلًا. 

إذا نجحت واشنطن في مساعيها ستكون قد وفرت حاضنة لـ "دولة حزب العمال الكردستاني"، وهذا يعني تأسيس "إسرائيل ثانية" في الشرق الأوسط عاجلًا أم آجلًا. غير أن أنقرة اليوم تختلف كثيرًا عن أنقرة التسعينات، وتركيا لن تسمح بأن تُلدغ من الجحر نفسه مرتين. 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس