ترك برس

يشير المحلل السياسي الإيراني، حامد رضا عزيزي، إلى أن زيارة بوتين لأنقرة في الأسبوع الماضي والاتفاقات التي عقدها الجانبان التركي والروسي، علاوة على القمة المتعلقة بسوريا تكشف الكثير حول طبيعة واتجاه علاقات روسيا مع كل من أنقرة وطهران.

ويضيف الأستاذ المشارك في جامعة شهيد بهشتي (إيران)، والخبير في منتدى فالداي، أن زيارة بوتين التي تمثل تمثيلا واضحًا علاقات روسيا الوثيقة والمتنامية مع تركيا، يمكن تفسيرها بوصفها دليلا على نهج براغماتي في السياسة الخارجية الروسية ، حيث إن موسكو مستعدة وقادرة على التعاون مع عدد من الدول استنادا إلى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وبغض النظر عن مدى اختلاف وجهات نظرها في المجالات الأخرى.

ويوضح أن العلاقات بين موسكو وأنقرة التي تقترب الآن من مستوى التعاون الاستراتيجي، كانت في واحدة من أسوأ مراحلها  قبل سنتين، بسبب إسقاط تركيا طائرة حربية روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015. وحتى اليوم ما يزال هناك خلاف حاد بين الجانبين حول مجموعة متنوعة من القضايا، بدءا من الخطط العسكرية والسياسية التركية في سوريا إلى عضويتها في الناتو.

وتابع عزيزي أن موسكو بتعزيزها التعاون مع أنقرة على على أساس المنفعة المتبادلة، ستكون قادرة على تحقيق هدفين مهمين: أولاً، إظهار أنه يمكن تطبيق النموذج نفسه على علاقاتها مع الدول الأخرى التي لديها مع روسيا بعض الاختلافات. ثانيا، أن تظهر للعالم أنه على خلاف الولايات المتحدة، فإن شراكتها مع الدول الأخرى ليست "مشروطة" بتوافق كامل في الآراء حول أهداف السياسة الخارجية.

وهذا النهج الذي تقوم به موسكو سيمكنها من جذب الدول الأخرى الأبعد في المحور الغربي، ويجعل الدول غير الغربية أكثر رغبة في التعاون معها. وفيما يتعلق بتركيا فقد أثمر هذا النهج  حين رفضت أنقرة الانضمام إلى شركائها الغربيين في فرض عقوبات على روسيا بشأن قضية العميل سكريبال.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!