ترك برس

يعشق المواطن التركي محمود تشيلش السيارات الكلاسيكية القديمة. وقد جاب تركيا شارعا شارعا، بحثًا عن هذه السيارات، ليقوم بشرائها وإصلاحها مهما كانت حالتها، ويقول إن منتهى سعادته أن يراها تجوب الشوارع مجددا. تعرف على قصته التي يرويها بلسانه.

قال تشيلش في حديث لقناة الجزيرة: "ترعرعت وسط هذه السيارات الكلاسيكية منذ طفولتي، وعملت سائقا مع أبي وأنا صبي، ثم تعلمت الميكانيك من أبي منذ أكثر من أربعين عاما".

وعند سؤاله متى بدأ اهتمامه بإصلاح هذه السيارات، أجاب تشيلش: "عندما بدأت هذه السيارات بالاختفاء من الشوارع، أحضرت إحداها من الخردة وأصلحتها لاستخدامي الشخصي، فتفاجأت بحجم الطلب عليها. وشيئا فشيئا، قررت أن أهب حياتي وما أملك في سبيل أن أرى هذه السيارات الرائعة تعود إلى الشوارع".

ولدى سؤاله من أين يجلب هذه السيارات، قال تشيلش: "لقد جبت تركيا قرية قرية وبلدة بلدة، أبحث عن السيارات وأشتريها من أصحابها، وهي معطلة وملقاة على جوانب الطرق أو في المزارع، وأقوم بإصلاح بعضها".

ويضيف: "أترك معظم هذه السيارات هنا في الغابة بين اﻷشجار، فيأتي الزبون ويختار السيارة التي تعجبه، وأنا أقوم بإصلاحها وفقا للمواصفات التي يرغب فيها".

وعن المدة التي يستغرقها تشيلش في إصلاح السيارة، يقول: "غالبا ما أحتاج لعام كامل وربما لعامين لتجديد السيارة الواحدة،فأنا تقريبا أعيد صناعة هيكل السيارة يدويا، وأستكمل كل قطعة ناقصة في محركها، وأعيد تركيبها طبعا، إلى جانب كهرباء السيارة وفرشها ليحاكي الشكل اﻷصلي".

وفيما يتعلق بمهنة تصليح هذا النوع من السيارات، يقول: "لم تعد هذه المهنة كما كانت في الماضي، فليس هناك حرفيون مهرة يجيدون التعامل مع هذا النوع من السيارات، وأنا أواجه صعوبة في تدريب عمال جدد، فالعائدات قليلة، ويصعب أن تجد شابا يعشق السيارات القديمة".

وعند سؤاله عن اﻷسعار التي يتقاضاها مقابل إعادة السيارة الكلاسيكية إلى الحياة، أجاب: "أنا اﻵن أقوم بإصلاحها بأسعار قليلة جدا، لأن هدفي ليس الربح،فعندما أرى هذه السيارات الرائعة وقد عادت إلى الحياة أكون في غاية السعادة، ولكن من سيشتري هذه السيارة سيحسب حساب كيف وأين يجد من يقوم بصيانتها، ويفكر ماذا بعد ذلك؟".

متاحف في تركيا للسيارات الكلاسيكية

يعشق كثيرون السيارات الكلاسيكية القديمة، كالتي تظهر في اﻷفلام القديمة. وبإمكان كل عاشق لها أن يستمتع بمشاهدتها وأن يجرب الجلوس بها والتقاط الصور بجانبها في متحف السيارات الكلاسيكية بإسطنبول.

وأيضًا في متحف السيارات الكلاسيكية بإزمير، الذي يضم أيضا بعض الجرارات الكلاسيكية والدراجات والقوارب الكلاسيكية القديمة. وينصح بزيارة هذين المتحفين لكل من ينشد اﻷصالة والرقي في عالم السيارات.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!