سعادت أوروتش – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

شهدنا خلال الأسابيع الأخيرة خطوات غريبة اتخذها الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون"، إذ استضاف ماكرون ممثلي التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا في قصر إليزيه الرئاسي ردّاً على رفض انضمامه لاجتماع أنقرة الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران حيال القضية السورية، وبالتالي أدت خطوات ماكرون إلى زيادة زخم الأزمات الإقليمية.

ويمكن القول إن سبب استضافة ماكرون لممثلي بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي في قصر إليزيه الرئاسي هو اتخاذ ماكرون لخطوات جديدة خارج إطار السياسة الأوروبية المعهودة، وبذلك الشروع في محاولة جديدة لاستلام راية القيادة في أوروبا، لكن يبدو أن مبادرات الرئيس الفرنسي ماكرون قد باءت بالفشل لأنه لم يتمكّن من إثبات رشده وذكائه السياسي.

 كما أن إجابة أحد السياسيين الأفريقيين على أسئلة الإعلام الفرنسي حول الأخطاء التي ارتكبها ماكرون خلال زيارته الأخيرة للدول الأفريقية بعبارة "إن مدة عمل القائد الأفريقي في منصبه تتجاوز عمر الرئيس الفرنسي" تكفي لتوضيح مدى النقص السياسي الذي يعاني منه الرئيس الفرنسي ماكرون.

والآن يحاول ماكرون زيادة زخم الأزمات رداً على رفض العاصمة الإيرانية طهران لانضمامه إلى الاجتماع الثلاثي المعقود في العاصمة التركية أنقرة بين أردوغان وبوتين وروحاني.

وكذلك يعاني ماكرون من وجود مسيرات معارضة للخطوات التي اتخذها مؤخراً في الداخل الفرنسي أيضاً، قد لا تنعكس هذه الفوضى الداخلية في فرنسا على الإعلام التركي بشكل كبير، لكن يمكن القول إن الحياة في فرنسا قد وصلت إلى حد التوقّف، إذ يشهد الداخل الفرنسي وقوع اعتصامات كثيفة على جميع الأصعدة وخاصةً المواصلات، كما يمكننا رؤية الأخبار المشيرة إلى احتلال الجامعات الفرنسية من قبل الشعب من خلال مراقبة بعض وكالات الإعلام الفرنسية أيضاً، ويجب لفت الانتباه إلى أن هذه الفوضى والاحتجاجات صادرة عن معارضة الداخل الفرنسي لحملة الإصلاحات الخاطئة التي يبادر بها الرئيس ماكرون الذي فقد شعبيته خلال الفترة الأخيرة.

وهذه الأحداث تشير إلى أن الدولة الفرنسية ستدخل فصل الصيف الجديد ضمن أجواء من الفوضى الشديدة، ومن المتوقّع أن تزداد كثافة الفوضى والاحتجاجات مع زيادة درجة الحرارة وانخفاض البرودة التي تشكّل عائقاً أمام خروج المزيد من المحتجّين إلى شوارع فرنسا، كما نتوقّع تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون خلال لقائه الصحفي يوم الأربعاء المقبل ببعض الأجوبة تجاه الأسئلة المتداولة حول الفوضى المنتشرة في بلاده.

يبدو أننا نشهد على اتخاذ رجل سياسة غربي آخر لقرارات فوضوية غير صائبة، وذلك يشير إلى أنه لم يأخذ درساً من عواقب الرئيس الفرنسي السابق "نيكولاس ساركوزي" الذي كان يتّبع سياسة مشابهة لسياسة الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون.

عن الكاتب

سعادت أوروتش

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس