فيردا أوزير - صحيفة حرييت

وصلت المساومات بين تركيا وأمريكا بشأن التحالف إلى طريق مسدود. التقيت الأسبوع الفائت عدداً من المسؤولين رفيعي المستوى في أنقرة علّي أفهم ما هي مطالب أمريكا وتركيا من بعضهما؟ وعلى ماذا تمحورت اللقاءات بين البلدين؟

نشرت الصحف الأسبوع الماضي خبرا مفاده أن كلا من أمريكا وتركيا على وشك توقيع اتفاقية لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة.

لم يتم التفاهم حول ثلاث نقاط: من ستحارب المعارضة السورية؟ فأمريكا ترى في تنظيم داعش الهدف الوحيد الذي يجب محاربته، في حين ترى تركيا أنّ الأسد أيضا عدو مستهدف. وتم تجاوز هذه الأزمة بأن لا يذكر في نص الاتفاقية "ضد من؟" ستكون العمليات.

ومشكلة أخرى هي: من هم المعارضة؟ إذ أنّ أمريكا تريد تدريب فقط من ترى أنه موضع ثقة من جانبها، في حين تريد أنقرة أن يتم تدريب الجيش الحر بكامله وزيادة عدده. كل هذه النقاشات تتسبب في إضاعة الوقت.

وتخشى أمريكا أن تسدد فوهة الأسلحة التي ستعطيها كتجهيز للمعارضة إليها بعد حين، لذلك لا ترغب أمريكا بإعطاء أسلحة ذات جودة عالية.

كذلك ترى أنقرة أنه لا داعي من هدر الكثير من الوقت على تعليم الجيش الحر لأنه يحارب منذ ثلاث سنوات في ساحة القتال لذلك فقد حصل على الخبرة اللازمة.

وعلى الرغم من كل هذه الخلافات إلا أنّ من المزمع بدء البرنامج في نهاية شهر آذار/ مارس القادم. وتعدّ كل من تركيا والسعودية وقطر والأردن الدول الداعمة الأساسية للبرنامج. حيث ستختار كل دولة من هذه الدول الأربعة مجموعة من مقاتلي المعارضة لتدريبها بعد فترة اختبارية تجريها. ويقع على عاتق تركيا هو تدريب 1500-2000 مقاتل في العام على مدى 3 أعوام. وهذه الفترة قابلة للتمديد. كما ستشرف أمريكا على هذا التدريب وعلى برامج الدول الأربعة.

المسألة الثانية: منطقة الحظر الجوي فقد بات من المعروف أن أمريكا لا تريد ذلك لأنه قد يفتح عليها باب النزاع مع الأسد. ويذكر المسؤولون الأتراك أن الأسد لم يهاجم حتى اليوم الأماكن التي تعرضت للقصف الأميركي. ويعتقدون أن الأمر نفسه سيحصل فيما لو حصلت منطقة الحظر الجوي. ويضيفون أنّ الدفاع الجوي للأسد يمكن تحطيمه في يوم واحد وهذا ما لا ينكره مسؤولون أمريكان.

وترى أنقرة أن أمريكا لا تريد الدخول في الحرب أكثر من ذلك، لذلك فهي تضع الحجج والذرائع.

إذا لماذا لا تقوم تركيا وحدها بعمل منطقة الحظر الجوي؟ لا تريد أن تجد أنقرة نفسها وحيدة في الحرب خصوصا في حال أصيب أحد الجنود الأتراك. لأن أنقرة تعتقد أن حل مسألة دولية يجب أن يتم في إطار دولي.

ويقول المسؤولون الأتراك إنّه في حال أقيمت منطقة عازلة وقامت أمريكا بقيادة الحركة البرية فإنّ تركيا مستعدة كل الاستعداد لعمل ما يتوجب عليها. والقصد ممّا يتوجب عليها هو الاشتراك في العمليات البرية والجوية وإدارة الجيش الحر. ويؤكد الطرف التركي أن هذا ليس ابتزازا بل على العكس إن أمريكا تعمل على الابتزاز بالامتناع عن إرسال جنود.

وماذاعن الأسد؟ يقول مسؤول تركي إن مشكلة الأسد ستحل وحدها مع الوقت في حال أنشئت منطقة حظر جوي. لأن منطقة الحظرالجوي ستغير موازين القوى على الساحة. وسيفقد الأسد الكثير من الدعم وهذا سيكون انطلاقة لبدء الديمقراطية.

وماذا عن قاعدة إنجيرليك العسكرية؟

تم التصريح في السابق عن أنها ستستخدم للمساعدات الإنسانية وتأمين الدعم اللوجستي. وعلمت اليوم أنها ستستخدم أيضاً للهبوط الاضطراي والمستعجل للطائرات الأميركية.

وأخيرا: لم تطالب أميركا تركيا لا بجنود ولا بطائرات.

ويمكن القول في النهاية إنّ تركيا لا تريد أن تكون مجرد لاعبة للدور الذي يُرسم لها، بل تريد أن يكون لها دور المُخطّط في العملية.

وعلى الرغم من كل الخلافات تنتهي كل جملة بقول: "على كل الأحوال سنجد حلا وسطا يرضي الطرفين".

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس