ترك برس

يعمل المواطن التركي أحمد صولا مديرًا لشعبة مكافحة الجريمة المنظمة في العاصمة التركية أنقرة، إلا أنّه في كل يوم يخرج من عالم مكافحة الجريمة ليدخل عالمًا آخر مختلفًا تمامًا.

يملك صولا موهبة فذّة في الرسم بريشته وألوانه، وقد خصّص لهذه الموهبة مشغلًا في إحدى غرف منزله. وعند دخوله إلى المشغل، يخرج صولا في تلك اللحظة من عالم ليدخل آخر، فيبدل قسوة ملمس سلاحه الناري بريشة وألوان، ويعكف على إنجاز لوحة جديدة.

وفي حديث لقناة الجزيرة، يؤكد صولا أن الرسم بالنسبة إليه مهنة تعتمد على تجربة امتدت 30 عاما، وأن وظيفته الأمنية ما هي إلا مورد رزقا له.

وقال الفنان التركي: "إن الجمع بين مكافحة اﻹرهاب و الفن أمر مثير وصعب جدا، ﻷنهما أمران متناقضان بشكل كبير"، مضيفًا أن : "كلًا منهما يضيف لحياتي معنى مختلفا، وهناك صراع دائم بينهما، وأحاول أن لا يطغى أحدهما على اﻵخر، وفي الوقت نفسه أستلهم العبر من كليهما".

يجمع صولا مع موهبته في الرسم شيئا من الشعر والموسيقى، كما يعتمد مزج رسومه بخطوط عربية وغربية مختلفة، في رمزية تحاكي موروثات البيئة الفنية الشرقية.

ويشير صولا إلى أنه يحاول أن يعكس في أعماله ما ورثه "من ثقافتنا ومعتقداتنا وبيئتنا الشرقية واﻹسلامية، لرسم لوحات تصوفية وفلسفية، تتطلب من اﻹنسان أن يقف لحظة ويفكر". وأضاف: "أنا كفنان أترك للناس أن يستنبطوا ذلك بأنفسهم، كل حسب ما يراه ويشعر به".

جالت لوحات صولا في عدد من المعارض في الولايات التركية، ولديه مشاركات أخرى في الخارج، وهو يختصر تجربته في العبارة التالية: "كان يجب أن أعيش ما عشت من أجل أن أعمل ما أقوم به".

تمثل قصة أحمد صولا قصة العيش بين عالمين مختلفين،أولهما عالم واقعي قاسي مليء بالقوة لمكافحة الجريمة، واﻵخر عالم مرهف مليء بأحاسيس يتبنّاها قلم فنان أو ريشته. وكلا العالمين اجتمعا في شخص واحد رغم تناقضهما.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!