صحيفة لاستامبا الإيطالية - ترجمة وتحرير ترك برس

في الآونة الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط أزمة إنسانية جديدة على خلفية استخدام بشار الأسد الأسلحة الكيميائية في هجومه الأخير الذي استهدف مدينة دوما. وعلى خلفية ذلك، توعد الرئيس الأمريكي بالرد عسكريا على الأسد، مؤكدا أنه سيتخذ قريبا القرارات اللازمة بشأن تحديد موعد التدخل العسكري في سوريا، علما وأن واشنطن لا تزال تماطل إلى حد الآن في الإعلان عن انطلاق حملتها العسكرية.

ومن جهته، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة منع الأسد من استخدام الأسلحة الكيمائية، مشيرا إلى أن فرنسا لن تتسبب في تصعيد قد يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.

أما موسكو، فهي تدعو واشنطن إلى تجنب التصعيد في سوريا، والجلوس إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل سياسي للتخفيف من حدة التوتر في المنطقة. كما تقدمت وزارة الدفاع الروسية بطلب إلى البنتاغون من أجل إعلامها مسبقا في حال شنت القوات الأمريكية هجمات ضد سوريا.

إلى جانب ذلك، خفضت روسيا من عدد قوات المشاة البحرية الروسية المنتشرة على السواحل السورية. وفي الوقت الراهن، تواصل الطائرات الأمريكية جولاتها الاستطلاعية في المنطقة، وخلال 24 ساعة الماضية هبطت طائرتان أمريكيتان في جزيرة كريت اليونانية. وتجدر الإشارة إلى أن روسيا تمتلك أسطولا بحريا ضخما، يضم حوالي 15 سفينة بحرية ويمتد من البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى البحر الأسود.

مؤخرا، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعرب فيها عن قلقه بشأن تأزم الأوضاع في سوريا. وفي الواقع، تعد تركيا منعزلة عن حلف الناتو بسبب تحالفها مع كل من روسيا وإيران. ولكن استعمال الأسد للأسلحة الكيميائية دفع بالرئيس التركي إلى إعادة ترتيب أوراقه. وعلى إثر الهجوم الكيميائي الأخير الذي شنه الأسد في دوما، الذي أسفر عن مقتل الكثير من الأبرياء، أكد أردوغان على مواقفه المناهضة للرئيس السوري.

عموما، تحدث الرئيسان عن الهجوم الكيميائي في سوريا، حيث أكد أردوغان لترامب أنه سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سبل وقف الهجمات الكيميائية في هذا البلد الذي مزقته الحرب. وقد اتفقا على البقاء على اتصال بشأن الأزمة في سوريا. وفي هذه الحالة، من المستبعد أن تتدخل تركيا عسكريا لدعم ترامب في هذه الحملة التي سيشنها ضد النظام السوري، ما يعني أنها ستكتفي بمراقبة الوضع عن كثب. في المقابل، تتأهب كل من فرنسا والمملكة المتحدة للحرب، حيث أطلقت بريطانيا غواصتين من طراز متطور في البحر الأبيض المتوسط.

حيال هذا الشأن، أكد الرئيس الفرنسي أنه تم التوصل إلى أدلة تدين الأسد وتثبت استعماله للسلاح الكيميائي ضد شعبه. كما أفاد ماكرون بأن فرنسا تسعى إلى سحب الأسلحة الكيميائية من قبضة الأسد للحيلولة دون تكرار مثل هذه الفظائع.

في الوقت الراهن، تمكنت قوات الأسد من بسط نفوذها على كامل الغوطة الشرقية، التي تعتبر آخر معقل للمعارضة السورية. في الأثناء، قامت المعارضة في دوما بتسليم أسلحتها الثقيلة، في حين غادر القائد عصام بويضاني المدينة متجها نحو شمال سوريا، المنطقة التي تضم المقاتلين المتبقين من المعارضة. وحسب مصادر محلية، تتمركز المعارضة في كل من إدلب وحلب، وتعمل على تعبئة مقاتليها للاستفادة من التدخل العسكري الأمريكي الضخم ضد بشار الأسد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!