لماذا لا يتحدث أحد عن صمت ألمانيا تجاه روسيا؟

هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تتواصل الهزات الارتدادية للهجوم الكيميائي الذي نفذه النظام السوري على مدينة دوما. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما جرت عليه العادة، هز الأسواق العالمية عبر تغريدات لا تتوافق مع جدية القضية، وأضاف رسالة جديدة إلى الرسائل المتضاربة الصادرة عن الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة.

في البداية قال ترامب: "استعدي يا روسيا فالصواريخ قادمة. وستكون جميلة وحديثة وذكية". وبعد 40 دقيقة فقط، نشر تغريدة أخرى تحمل غصن زيتون للكرملين.

وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن التغريدات تخص البيت الأبيض، في حين أعلنت وزارة الخارجية أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة. وبالنتيجة، يبدو أن الأصوات المتنافرة الصادرة عن واشنطن سوف تستمر خلال الفترة القادمة.

قد تكون المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل واحدة من بين أكثر الزعماء سلبية في البلدان القوية بالاتحاد الأوروبي. قبل أيام أجرت ميركل اتصالًا هاتفيًّا مع بوتين، وعقب الاتصال بفترة قصيرة عقدت اجتماعًا مع أعضاء حكومتها، ثم تحدثت في مؤتمر صحفي، لم توضح فيه موقفها.

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فلفت منذ اليوم الذي انتشر فيه خبر الهجوم الكيميائي إلى أنه ليس الجريمة الأولى للأسد ضد الإنسانية، وأكد أنه سيدفع ثمنًا باهظًا له.

غير أن أردوغان أكد في الوقت ذاته على ضرورة اللجوء إلى الدبلوماسية عوضًا عن التدخل العسكري من أجل فرض تغيير للنظام، وعلى أهمية تشكيل حكومة تحتضن الشعب بأسره.

من الممكن القول إن تركيا، في الوضع الراهن، تتصرف بحكمة وإتزان من خلال إقامة توازن بين المعسكر الغربي وحليفتيها في مسار أستانة، والتأكيد على الدبلوماسية، عدم التراجع عن معارضة نظام الأسد.

أما ألمانيا، البلد المركزي في الاتحاد الأوروبي والناتو، فقد تخلت عن لسانها السليط والتزمت الصمت بالنظر إلى مراعاتها مصالحها القومية في مشاريع مشتركة مع روسيا كمشروع السيل الشمالي- 2.

الموقف الألماني لم يجد من يتحدث عنه تقريبًا في التحليلات والتقارير الإعلامية، ولم يوجه أحد انتقادات من قبيل انحراف السياسة الألمانية نحو المعسكر الشرقي، وهي انتقادات استهدفت تركيا في كل فرصة.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس