ترك برس

أشار تقرير لشبكة الجزيرة القطرية إلى أن الدول الغربية تُراهن على استثمار التململ التركي الأخير تجاه روسيا.

وتناول التقرير أبعاد الضربات العسكرية التي نفّذتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا ضد النظام السوري.

ويقرأ بعض المتابعين في هذه الضربة الثلاثية أن الدول الغربية بدأت تبني الخيار العسكري في سوريا، لتبعث رسائل حاسمة متعددة الأبعاد إلى روسيا وإيران والنظام قوامها العودة إلى الميدان السوري بقوة لضمان مصالحها ودورها في تشكيل مستقبل هذا البلد.

وكانت تقارير نشرتها صحف أميركية قد أشارت إلى أن واشنطن تعمل على الفصل بين الإيرانيين ونظام الأسد و"إعادة تأهيل" الأخير كجزء من النظام المقبل، وهو ما لا ترفضه روسيا أيضا، على أن يكون ذلك عبر مفاوضات جنيف معدلة.

وفي ظل التوازنات العسكرية والسياسية والوجود الروسي الكثيف في سوريا، فإن الدول الغربية تسعى لإقناع روسيا أو دفعها إلى إعادة الاعتبار لمسار جنيف للحل السياسي بدلا عن مساري أستانا وسوتشي اللذين يتمان برعاية روسية ويحظيان بدعم تركيا وإيران.

وتراهن الدول الغربية على استثمار التململ التركي الأخير تجاه روسيا -تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف حول تركيا وعفرين، وترحيبها بالضربة الأخيرة لجذبها إلى خياراتها، وزحزحة فكرة وجود الأسد في مستقبل الحل السياسي لسوريا لدى روسيا.

ودعت باريس إلى إعادة إحياء مسار مفاوضات الحل في سوريا بعيد الضربات التي وجهتها مع لندن وواشنطن إلى مواقع للنظام بدمشق وحمص، ويمكن أن تبلور زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون المقررة إلى موسكو أواخر مايو/أيار القادم هذا الاتجاه.

وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قال بعيد العملية العسكرية، إن الوقت قد أزف لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، والتوصل إلى حل سياسي على قاعدة بيان جنيف (يونيو/حزيران 2012).

لكن النظام وروسيا يريان أن الزمن قد تجاوزه بعدما أخرج المعارضة المسلحة من المدن الكبرى آخرها الغوطة الشرقية.

وتظل معطيات الحل السياسي الذي يُفترض أن يلي الخيار العسكري محكوما بمفاعيل الميدان وبالتوازنات بين الغرب وروسيا وما يتخللها من اشتباكات وانفراجات، لكن واشنطن وحلفاءها زجوا بأسلحتهم الأخيرة في سوريا، بانتظار حصد نتائج غير مضمونة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!