مجلة فوربس - ترجمة وتحرير ترك برس

استطاعت تركيا منذ عقود تثبيت أقدامها في مجال الصناعة، وأصبحت قوة عالمية لا يستهان بها. ومنذ سنوات طويلة، اتجه رواد صناعة الأزياء الراقية في الغرب، على غرار بالمان وهوغو بوس، لتصميم أزيائهم إلى الشرق في محاولة منهم لتحقيق المعادلة الصعبة في منتوجاتهم، من خلال تقديم جودة عالية بأسعار مناسبة. مؤخرا، نجحت تركيا، التي يبلغ تعداد سكانها قرابة 80 مليون نسمة، في دخول مضمار سباق صناعة الأزياء، وتمكنت من حجز مكانها في المقدمة.

صرح نائب رئيس اتحاد إسطنبول لمصدري الملابس الجاهزة، فولكان أتيك، قائلا: "نحن نهدف في الفترة القادمة إلى تصدير علامات تجارية خاصة بنا، ليدرك الجميع أننا دخلنا مجال تصميم الأزياء، ولم نعد نقتصر على التصنيع فحسب". في الوقت الراهن، تصل قيمة الصادرات التركية من الملابس الجاهزة إلى حوالي 17 مليار يورو. ووفقا لأتيك، يعادل هذا الرقم 20 بالمئة من عائدات الصادرات السنوية لتركيا.

أكد أتيك أن الجزء الأكبر من صادرات الملابس التركية تستحوذ عليه أوروبا، حيث يستأثر الاتحاد الأوروبي بنسبة 75 بالمئة من هذه الصادرات. ولدفع تركيا إلى المقدمة في مجال تصميم الأزياء على مستوى العالم، كان أتيك إلى جانب بانو بولن، مدير أسبوع الموضة في إسطنبول برعاية شركة "مرسيدس بنز".

اختتم أسبوع الموضة فعالياته يوم الجمعة الماضي، وقد شمل أسبوع الموضة عروضا للفئات الثلاث الأكثر نجاحا على المستوى التجاري في مجال الأزياء وهي: أزياء النساء، وأزياء السهرة، والأزياء غير الرسمية.

في الحقيقة، حقق أسبوع الموضة في إسطنبول الغرض التجاري الذي افتتح من أجله، حيث حضر خلال فعاليات الأسبوع، الذي امتد على مدار خمسة أيام، حوالي 150 من مشتري الأزياء على مستوى العالم. ومن بين مصممي الأزياء الذين قرروا حضور أسبوع الموضة في إسطنبول، المصممة المعروفة مهتاب إلايدي، التي تعد من أشهر مصممي الأزياء المعاصرين والأكثر أناقة للنساء، كما أنها تعتبر رئيسة جمعية مصممي الأزياء التركية، التي تأسست منذ عشر سنوات وتضم نحو مائتي عضو. وتناظر هذه الجمعية إلى حد كبير مجلس مصممي الموضة في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويمكن القول إن الأيدي في مسيرتها المهنية تتشابه نوعا ما مع مصممة الأزياء المشهورة، ديان فون فورستنبرغ، خاصة وأن نجاح تصميماتهما تخطى حدود البلاد التي يعملان فيها. كما شاركت في أسبوع الموضة، غول أغيس، مصممة العلامة التجارية الشهيرة في ملابس النساء، "لوغ فون سيغا"، التي تعرض تصميماتها في أشهر متاجر الأزياء العالمية بداية من "مودا أوبراندي" و"هارفي نيكولز" وحتى "لا ريناسينت" الإيطالي. وتركت كل من إلايدي وأغيس بصمة واضحة في قائمة العلامات التجارية التركية، التي تزداد انتشارا يوما بعد يوم على مستوى العالم.

حسب ما صرح به رئيس رابطة اتحاد العلامات التجارية في تركيا، سنان أولغان، فإن عدد المتاجر العالمية خارج تركيا، التي ستُعرض فيها تصميمات أزياء تحمل علامة تجارية تركية، سيصل إلى أربعة آلاف متجر في نهاية سنة 2018.

في الواقع، لا تتمتع إسطنبول بالشهرة العالمية للمدن الأربع الكبرى في عالم الموضة، ميلان وباريس ولندن ونيويورك. ولكن، أثبت عالم الأزياء في تركيا أنه من الممكن أن يكون تجارة ناجحة على المستوى المحلي.

حاليا، يستطيع المتجولون في شوارع مدينة إسطنبول رؤية إعلانات دعائية لشركة الأزياء التركية المعروفة "بالمين". ومن لا يرى إعلانات بالمين، فمن المؤكد أنه سيشاهد إعلانات شركة الأزياء الأخرى "فاكو"، التي غزت إعلاناتها شوارع المدينة مؤخرا.

فهل من الممكن أن نرى هذه اللوحات الإعلانية الضخمة في مدن أخرى خارج تركيا قريبا؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!