محمد تيزكان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

قُتل أكثر من 70 شخصًا بعد مجزرة النظام السوري في دوما (سواء بالأسلحة الكيميائية أو بأنواع أخرى).. 

أدانت الولايات المتحدة المجزرة، واعتبرتها تركيا غير مقبولة..

أعلنت واشنطن أنها سترد.. وأعربت أنقرة عن دعمها..

قررت الولايات المتحدة قصف بعض الأهداف بالصواريخ، وتوجيه رسالة للنظام السوري..

اتبعت الأسلوب ذاته من قبل..

وفي النهاية فعلت ما كان منتظرًا منها.. قصفت بعض القواعد التابعة لحزب الله والميليشيات الموالية لإيران والنظام السوري..

ولم تمس القوات الروسية

***

إذا كانت الضربة منتظرة، ما سبب كل هذا التوتر في العالم؟

سأوضح الأمر..

نشر ترامب تغريدة زلزل فيها العالم.. عوضًا عن استهداف النظام السوري هاجم روسيا مباشرة بقوله "استعدي يا روسيا الصواريخ قادمة".

صُدم العالم، لأن ترامب إذا نفذ ما يقول فإن الشرق الأوسط سيتحول إلى كتلة من اللهب، لا يمكن التكهن إلى أين يمكن أن تمتد ألسنتها..

***

البنتاغون ردت عن سؤال حول التغريدة بالقول "اسألوا البيت الأبيض".. ولسان حالها يقول: "لا علم لنا بأننا سنقصف روسيا".. زاد التعجب.. ماذا تقصد البنتاغون؟

توالى وابل التصريحات من العواصم العالمية، وتصاعدت حدة اللهجة مع مرور الوقت.. انتقلت حاملات الطائرات والفرقاطات والغواصات نحو شرق المتوسط. 

سعت أنقرة، أو على الأصح الرئيس التركي، لتهدئة الجو.. كان يريد أن تقصف واشنطن النظام السوري، لكنه كان قلقًا من اندلاع صراع بين روسيا والولايات المتحدة..

***

نشر ترامب تغريدة أخرى.. "لم أقل أبدًا متى سيقع الهجوم على سوريا. قد يكون قريبًا جدًّا، وقد لا يكون قريبًا أبدًا"..

كيف نحل هذه المعضلة؟..

هل هو قريب جدًّا، أم أنه لن يقع؟

احتارت موسكو، لأن تغريدات ترامب كانت أشبه باللغز..

***

بينما كانت حرب التصريحات والتغريدات مستمرة، حدث تطور هام.. أعلنت بريطانيا وفرنسا مشاركتهما إلى جانب الولايات المتحدة في العملية..

وعليه فقد تشكل معسكر أمريكي/ بريطاني/ فرنسي

وتحالف روسي/ إيراني/ صيني..

والنتيجة قصف المعسكر الأول بعض الأهداف في سوريا..

لم تشغل روسيا منظوماتها الدفاعية المنتشرة في سوريا..

***

ما هي النتيجة؟

أولا، قصفت الولايات المتحدة القواعد التابعة للنظام السوري فقط لتضفي مشروعية على وجودها في المنطقة (أنقرة والعواصم الغربية دعمت الهجوم)

ثانيًا، أدخلت بريطانيا وفرنسا على الخط..

ثالثًا، أعلنت أنها نصبت علمها في شرق الفرات بشكل دائم..

رابعًا، ثبت أن الولايات المتحدة تقاسمت سوريا مع روسيا.. 

هذا هو الوضع..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس