ترك برس

قال رئيس معهد الاستشراق لدى أكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكينمن، إن الحلف الثلاثي (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) تمكّن من تحقيق أحد الأهداف التي سعى وراءها قادته، وهو دق إسفين في العلاقات بين أطراف ثلاثي روسيا وتركيا وإيران.

جاء ذلك خلال حديث لوكالة "تاس" الروسية، حول أهداف الضربات العسكرية التي شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، السبت الماضي، على مواقع النظام السوري، ردًا على استخدام الأخير أسلحة كيميائية ضد المدنيين في مدينة "دوما".

وبحسب وكالة "RT"، فإن الخبير الروسي البارز في شؤون الشرق الأوسط، اعتبر أن "الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني تمكن بضربته على سوريا من تعميق الشرخ بين الدول الضامنة لعملية أستانا".

وأشار إلى أن "التحالف الثلاثي تمكّن، ولو جزئيا، من تحقيق أحد الأهداف التي سعى وراءها قادته، وهو دق إسفين في العلاقات بين أطراف ثلاثي روسيا وتركيا وإيران، حيث أيدت أنقرة في خطوة كانت متوقعة، الضربة الغربية المحدودة على سوريا".

وأضاف نعومكين أن الخلافات بين الدول الضامنة لعملية أستانا للتسوية السورية، كان من المستحيل إخفاؤها حتى من ذي قبل.

وأشار إلى أن الفضل في "استمرار التعاون في صيغة أستانا، بل وتطويره في ظل هذه الخلافات، يعود لدور موسكو التي نجحت في تدوير الزوايا الحادة عبر دبلوماسية مسار أستانا والزخم الكبير الذي يميز علاقاتها الثنائية مع طرفي ثلاثي أستانا الآخرين".

واعتبر نعومكين أن حل الأزمة السورية لا يزال بعيد المنال، ولا يمكن أن يكون عسكريا، مضيفا أن الاستخدام الأحادي للقوة لا يعجّل في تسوية النزاع في سوريا.

وكانت وزارة الخارجية التركية، قالت في بيان لها السبت، إن الضربات العسكرية ضد النظام السوري، كانت "ردا في محله" على الهجوم الكيميائي في مدينة "دوما" بغوطة دمشق الشرقية.

وأكد البيان أن الهجمات العشوائية ضد المدنيين بأسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، تشكل جريمة ضد الإنسانية.

وشدد على أن النظام السوري يمارس الظلم على شعبه بالأسلحة التقليدية والكيميائية منذ أكثر من 7 أعوام، ولديه سجل ثابت في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

في السياق، اعتبر رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" التركية، إبراهيم قراغول، أن  التعاون الذي جرى حتى الآن بين تركيا وروسيا بشأن الملف السوري سيدخل في صعوبات جمّة إذا توسّعت الهوة بين تركيا روسيا بسبب تناقض مواقفهم من الضربة العسكرية ضد نظام الأسد.

وقال قراغول في تقرير بالصحيفة، إن "الضربة العسكرية التي تمت من قبل أمريكا وحلفائها مؤخراً، لم تكن ضد النظام، وإنما الهدف هو روسيا، وإن الحرب هذه ليست حرباً سورية، وإنما هي مواجهة بين بعضهم البعض".

أضاف أنه "في حال تدهورت العلاقات التركية الروسية، فإن الحزام المخطط له ليمتد من إيران وحتى البحر المتوسط سيشهد إنشاء جبهات جديدة نحن في غنى عنها. وسيعملون على إبقاء تركيا لا حول ولا قوة لها في حرب الغاز التي ستشهدها منطقة شرق البحر المتوسط، وهنا ستضطر تركيا لأن تدافع عن حدودها السياسية لأنهم سيكونون قد نقلوا الحرب وقتها إلى داخل حدود تركيا السياسية"

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!