ترك برس

مع مرور ثماني أعوام على الثورة السورية، واستمرار عمليات القتل والتهجير، يتواصل تدفق اللاجئين إلى الأراضي التركية. وعلى النقيض من الوضع السيء الذي يعيشه اللاجئون في دول الجوار فإن المناخ الذي تعيشه مدينة كيليس الحدودية في تركيا بين اللاجئين وسكان المدينة يبدو متاغما بشكل فريد، حيث يلقى السوريون ترحيبا كبيرا من المجتمع المضيف.

وحول حياة السوريين في كيليس يسلط تقرير لموقع المونيتور الأمريكي الضوء على النجاح الذي حققه مركز "كريمات" للدعم الاجتماعي الذي أسس بمبادرة من راما ونجلاء الشيخ وهما شقيقتان سوريتان لجئتا إلى تركيا في عام 2013. ويهدف المركز إلى مساعدة النساء السوريات على مواجهة المصاعب الاقتصادية والاجتماعية عبر تعليمهن اللغة التركية وبعض الحرف اليدوية.

وبمساعدة 18 متطوعًا حتى الآن، ساعد مركز كريمات ما يقرب من 400 امرأة سورية في التدريب المهني في مجالات مثل اللغتين الإنجليزية والتركية، والتجميل ومهارات الكمبيوتر والخياطة وغيرها من الحرف اليدوية. وفي إطار الجهود الرامية إلى تمكين المرأة، يقدم المركز خدمات رعاية نهارية مجانية للأمهات العاملات السوريات، ويقدم دروسا في اللغة العربية والتركية للاجئات.

وتقول نجلاء الشيخ إن الهدف من إقامة المركز هو إيجاد ملاذ آمن لكثير من النساء والفتيات السوريات اللاجئات في كيليس، وكثير منهن فقدن العائل خلال الحرب. وتضيف: "لم أكن أريد أن يتم منح هؤلاء النساء أسماكًا مجانية. كنت أريدهم أن يصطادوا لأنفسهم وأن يعلّموا النساء السوريات الأخريات كيف يصيدون من أجل البقاء وبناء الحياة إلى جانب الأتراك".

وتشير إلى أن كثيرا من النساء التركيات يشاركن أيضًا في الفصول الدراسية ويعملن كشركاء محليين، وتقول: "أتذكر عندما بدأنا العمل في البداية، دعوت جيراننا الأتراك وآخرين من الحي، وقلت لهم إننا نريد أن ننضم إلى مجتمعكم وأن لا نكون عبئا عليكم."

ويلفت التقرير إلى الاختلاف في أوضاع اللاجئين في كل من لبنان والأردن حيث يواجهون صعوبة كبيرة  في الاندماج في المجتمع المحلي، ووضعهم في مدينة كيليس التي يعيش فيها 130.000 ألف لاجئ. ويقول عمدة المدينة، حسن قارة: "إذا لم نقبل اللاجئين، فإننا لن نؤذيهم فحسب، بل سنضر أنفسنا على المدى الطويل".

وقد ألهم نجاح مركز "كريمات" عمدة المدينة الذي افتتح 11 مركزًا اجتماعيا خلال العام الماضي لدمج اللاجئين بشكل أفضل داخل المجتمع التركي. وقال قارة إن أكثر من 400 موظف مقسمين بالتساوي بين السوريين والأتراك، يقدمون الخدمات في هذه المراكز لـ5000 تركي وسوري. وهناك أيضًا 138 متطوعا سوريا وتركيا يساعدون في تعليم الخياطة والإسعافات الأولية واللغة الإنجليزية والتركية بالإضافة إلى دورات الكمبيوتر للكبار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!