ترك برس

عملت الحكومة التركية خلال السنوات السبع الماضية من خلال مؤسساتها الحكومة وغير الحكومية لتقديم يد العون إلى الصومال، التي ترنّحت تحت ثقل الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات طويلة، وتحت ظروف الجفاف والفقر. وقدّمت تركيا الاحتياجات الإنسانية الأساسية ومخيمات للنازحين ومساعدات غذائية ودوائية.

وفي هذه الأثناء، تميّزت المساعدات التركية للصومال باحتوائها مشاريع ملموسة ومستدامة على الأرض، لتحقق المثل القائل: "أعطِ الرجل سمكة تُطمعه ليوم واحد، علّمه الصيد لتطعمه طوال حياته".

كانت زيارة رئيس الوزراء التركي في 2011 رجب طيب أردوغان إلى الصومال تاريخية في وقت كانت تُعاني فيه البلاد من خطر المجاعة، واستمرت المشاريع التركية التنموية منذ ذلك الحين. وفي فترة قصيرة، بدأت الحكومة التركية خططًا لبنىً مثل المشافي ومشاريع الإسكان والمدارس وآبار المياه ومنشآت التدريب العسكري.

كان مشروع كلية الزراعة في العاصمة الصومالية مقديشو على سبيل المثال أمرًا غير مسبوق. فقد تُرِكت الصومال غير قادرة على إطعام سكانها من خلال الزراعة، وكانت عرضة للجفاف. ويعمل مشروع كلية الزراعة على تعليم الطلاب الشباب كيفية الغرس والحصاد بأنفسهم.

بدأ مشروع كلية الزراعة بجهود مشتركة بين الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية "إي ها ها" في نهاية عام 2012. وفي عام 2014، تحول البرنامج إلى كلية الأناضول للزراعة. واليوم، يجري الطلاب الصوماليون تجاربهم الزراعية في منطقة شاسعة بمساحة ألفي كيلومتر مربع.

وخلال فترة التدريب، يتم تجهيز الطلاب بتدريب زراعي عملي مثل الغرس والري والحراثة والرش والحصاد وإعادة الغرس. وقد تخرج من المشروع حتى الآن نحو 500 طالب. ويوفر كذلك لطلاب فرصة الحصول على شهادة ماجستير من تركيا.

وتحرص تركيا على التأكد من مراقبة خبراء زراعيين أتراك لبرنامج التدريب والزراعة حتى يستمر المشروع بنجاح. وقد قدمت الوكالة حتى الآن جرارات، ومحركات رئيسية، وآليات زراعية مختلفة لمشروع كلية الزراعة.

وتهدف الكلية كذلك إلى تعريف الصوماليين بعدد من أنواع الخضار والفواكه. وتتم في إطار المشروع زراعة البطيخ والخيار والباذنجان والفاصولياء والبندورة والذرة والفليفلة الخضراء. ويتم تشجيع الطلاب المتدربين على العودة إلى بلداتهم والمساعدة في حل أزمة الفقر بسبب الجفاف.

وتتصدر تركيا جهود تقديم المساعدات الإنسانية والأغذية الأساسية لسد الحاجات الضرورية للصوماليين منذ المجاعة غير المسبوقة في عام 2011. وقد عمل في هذا الإطار كل من الهلال الأحمر التركي وهيئة الإغاثة الإنسانية "إي ها ها" بجد في هذا المجال.

ويُقدر أن الهلال الأحمر التركي قدّم نحو 40 مليون دولار للصوماليين منذ عام 2011. كما قدم أكثر من 80 ألف طن من المساعدات الإنسانية في هذا الصدد. وكانت الصومال إحدى أربعة مناطق خصّتها الأمم المتحدة في عام 2017 بحزمة مساعدات بقيمة 4.4 مليار دولار للمعالجة كارثة الجوع والمجاعة، إلى جانب نيجيريا وجنوب السودان واليمن.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!