ترك برس

يرى الخبير والمحلل السياسي التركي، فخر الدين ألتون، أن هناك مبررات أساسية وراء قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.

ويقول ألتون في مقال نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية، إن المبرر الأول هو العرض الذي قدمه حزب الحركة القومية، لإجراء انتخابات مبكرة أمام الجمهور.

والمبرر الثاني هو، وفق ألتون، زيادة حدة الهجمات المالية ضد الاقتصاد التركي والاضطراب الذي يسببه ذلك للمستثمرين المحليين والدوليين، والصعوبة التي يشكلها هذا الأمر أمام الاستثمار في مشاريع التنمية العامة الكبرى.

والثالث هو أن المزاج العام خلال الـ22 شهرا الماضية في تركيا كان يدفع باتجاه إجراء الانتخابات. إذ خلق التعاون الذي بدأ بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية قبل 22 شهراً -سواء كان ذلك مقصوداً أم لا-، خلق توقعاً بإجراء انتخابات مبكرة بين أوساط الجمهور وجهاز الدولة على حد سواء.

فيما يتمثل السبب الرابع في أن المعارضة بدأت تشعر بالإرهاق أمام تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ومحاولتها استخدام وسائل غير ديمقراطية وتنظيم تحركات في الشارع مماثلة لتلك التي وقعت في "غيزي بارك".

النقطة المشتركة الوحيدة التي تجمع الأحزاب المعارضة هي أنها معادية للرئيس أردوغان. ومع ذلك، فإن مواجهة هذا الموقف المناهض لأردوغان ستكون في مجال التنافس السياسي الديمقراطي بطبيعة الحال، بحسب الكاتب.

في الحقيقة، لم تعلن الأحزاب المعارضة حتى الآن عن مرشح رئاسي. توقعاتهم الفعلية -حتى الإعلان عن الانتخابات المفاجئة- كانت أن عدم اليقين سيستمر حتى عام 2019 وأن التطورات السلبية التي من شأنها أن تؤثر على تركيا ستؤدي بهم إلى النمو والتطور على الصعيد الحزبي.

ويُضيف ألتون أن المبرر الخامس هو أن تركيا اختارت نظامًا رئاسيًا في 16 أبريل 2017، ومنذ ذلك التاريخ دخلت البلاد في فترة انتقالية. لقد كانت القوانين الانتقالية اللازمة لنظام الحكم الجديد قيد الإعداد منذ ذلك اليوم.

لكن نقاط المقاومة والانعكاسات الانتقالية، لا سيما في البيروقراطية الحكومية، جعلت الأمر صعبا على اللاعبين السياسيين في مناصب صنع القرار، الأمر الذي يجعل أيضا من الصعب تنفيذ سياسات طويلة الأجل. و

من أجل كسر الأوليغارشية البيروقراطية والتغيير الدستوري المتفق عليه في السادس عشر من أبريل/ نيسان، يتعين على تركيا إجراء انتخابات مبكرة.

في السياق، رأى الكاتب التركي "هاكان جليك"، في مقال بصحيفة "بوسطا"، أنه لن يكون من السهل على جبهة المعارضة التركية أن ترتب أوراقها وتجري استعداداتها لانتخابات مباغتة مقررة في تاريخ قريب إلى هذا الحد، فالوقت ضيق جدًّا.

وقال جليك إن المعارضة ستدخل أجواء الانتخابات في تقويم قريب، وعلى الأحزاب إتمام تحركاتها السياسية بسرعة كبيرة. ومن جهة أخرى، سيصدر البرلمان القوانين اللازمة ويعلن التفاصيل المتعلقة بالنظام الرئاسي.

القضية الأهم هي الترشح لرئاسة الجمهورية، فباستثناء مرال أقشنر لا يوجد مرشح آخر في صفوف المعارضة. أهم اسم تفكر المعارضة بترشيحه ليمثلها هو عبد الله غول، وفق الكاتب.

وتابع حليك: "لن يكون من السهل أبدًا إقناع غول خلال هذه الفترة الضيقة جدًّا، كما أنه هو نفسه لم يلمح أبدًا إلى رغبته بالترشح لرئاسة الجمهورية..

على جبهة المعارضة يثور نقاش حار حول ما إذا كان كمال قليجدار زعيم حزب الشعب الجمهوري سوف يترشح أم لا. ولا شك أنه سيواجه ضغوطًا سواء من أنصار الحزب أو من أوساط الحكومة ليعلن ترشيحه.

على صعيد آخر، ستشهد هذه الأيام مباحثات مكوكية بين حزب السعادة والحزب الصالح المعارضين. وسيسعى الحزبان للحصول على دعم حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يُتوقع أن تتراوح أصواته ما بين 7 و10 في المئة".

أمّا الكاتبة "سربيل تشويكجان"، فقالت في مقال بصحيفة "ملليت" التركية، إن الرئيس أردوغان يعتبر أن انتظار الانتخابات حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 سيتيح فرصًا كبيرة أمام العمليات الخارجية التي تستهدف تركيا، وعلى الأخص الاقتصاد فيها.

ويشير الرئيس التركي إلى صعوبة تعامل نظام الحكومة الجديد مع ما يحدث في سوريا، والمرحلة الثانية من مكافحة تنظيم "غولن" والعمليات الخارجية المتعلقة بالتنظيم، بحسب الكاتبة.

وفي هذا السياق ينبغي الإشارة إلى تأكيدات أردوغان القوية على الانتقال للنظام الرئاسي، الذي أقره الشعب في الاستفتاء عام 2017 إلا أنه يدخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2019.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!