موقع إي بي ثي الإسباني - ترجمة وتحرير ترك برس

أبرزت جمعية إكسالتور الإسبانية التي تعنى بمجال السياحة، أن برشلونة تشهد بوادر جديدة لانعدام الاستقرار، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار خلال هذا الموسم السياحي.

من المتوقع أن يستمر قطاع السياحة في النمو خلال سنة 2018، لكن بنسق بطيء نوعا ما مقارنة بما كانت عليه في السنوات السابقة. ويتطابق ذلك تماما مع توقعات جمعية إكسالتور غير الربحية، (التحالف من أجل التميز السياحي)، حيث تعتبر أن القطاع السياحي في إسبانيا سيتأثر حتما جراء الانتعاش الذي شهدته السياحة التركية والمصرية خلال هذه السنة.

وأوضحت الجمعية، في تقييمها للربع الأول من هذه السنة، أن الناتج المحلي الإجمالي للسياحة الإسبانية قد نما بنسبة 3.4 بالمئة بين شهري كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بالنسبة التي سجلتها البلاد في السنوات السابقة، والتي كانت في حدود خمسة بالمئة. في المقابل، أشارت إكسالتور إلى أن نسبة النمو "تتوافق مع أساسيات الدورة الاقتصادية"، وأن المعدلات التي حققتها البلاد في وقت سابق كانت "غير عادية" بالمرة.

وبمناسبة احتفالات "أسبوع الآلام " في إسبانيا، أو ما يعرف باسم سيمانا سانتا أو الأسبوع المقدس، أبرزت الجمعية أن هذه الأحداث قد أثرت إيجابيا على الميزانية في البلاد. كما ساهمت هذه الاحتفالات في تحسين مداخيل الشركات بنسبة 73 بالمائة، إلى جانب تحقيق زيادة بنسبة 65 بالمئة في المبيعات، على الرغم من الظروف الجوية السيئة المسجلة خلال فترة العطلة. بالإضافة إلى ذلك، نمت نسبة التوظيف في القطاع السياحي بشكل ملحوظ بفضل هذه الاحتفالات، بنسبة 4.3 بالمئة مقارنة بشهر آذار/ مارس سنة 2017.

في هذا السياق، أكد مدير الدراسات في جمعية إكسالتور، أوسكار بيريلي، قائلا: "لقد تحسنت مداخيل السياحة في برشلونة خلال الشهرين الأولين من هذه السنة. لكن، ظهرت خلال شهر آذار/ مارس بوادر جديدة لانعدام الاستقرار، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار".

انخفاض معدل السياحة الخارجية

أثارت مسألة قدوم السياح الأجانب جملة من الشكوك. وعلى وجه الخصوص، انخفض متوسط عدد المسافرين الدوليين إلى البلاد بنسبة 3.7 بالمئة، وذلك بسبب انتعاش الوجهات السياحية البديلة للسوق الإسبانية، خاصة المتمركزة في بلدان شرق المتوسط.

في هذا الصدد، أكد نائب الرئيس التنفيذي لجمعية إكسالتور، خوسيه لويس زوريدا، في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، قائلا: "لقد تمكنت هذه الدول من زيادة جذب السياح بنسبة 37 بالمئة خلال هذه الأشهر فقط، لتحقق زيادة في عدد السياح المتجهين إليها، والتي كانت في حدود 1.2 مليون سائح. وبالتالي، سيؤثر هذا النمو حتما على قطاع السياحة في جزر البليار وجزر الكناري". وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر النمو في القطاع السياحي في كل من تركيا ومصر قد بلغ حوالي 42 بالمئة.

بالإضافة إلى ذلك، يعود هذا التراجع إلى ضعف علاقة إسبانيا بالمملكة المتحدة، البلد الذي يجلب المزيد من السياح إلى إسبانيا. وظهرت هذه البوادر خاصة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وعلى ضوء ذلك، صرح زوريدا قائلا: "نحن في حاجة ماسة إلى بذل مزيد من الجهود لزيادة عدد السياح الوافدين إلى البلاد، لأن نسبة الحجوزات لم تشهد أي تقدم".

ووفقا لمسؤولين في القطاع السياحي، يمكن أن تؤثر الاتجاهات الحالية على الحملة الصيفية. ومن جهته، أراد نائب الرئيس التنفيذي للجمعية التقليل من أهمية هذه البيانات مسلطا الضوء على المؤشرات الإيجابية، على غرار زيادة نفقات السياح الأجانب (أكثر من 4.9 بالمئة) أو الطلب المحلي. إلى جانب ذلك، أكدت إكالستور أنه إذا تم الحفاظ على هذه الأرقام "سيتم الكشف عن استراتيجية نمو أكثر استدامة ومقبولة على المستوى الاجتماعي لقطاع السياحة الإسبانية بأكمله، والتي تكمن في التركيز على الإيرادات وليس في تدفق السياح".

وبالنسبة للفترة المتبقية من السنة، تشير توقعات جمعية إكسالتور إلى أن حوالي 60.9 بالمئة من رجال الأعمال العاملين بالقطاع السياحي يتنبؤون بتحسن عام على مستوى المبيعات خلال الربع الثاني من سنة 2018. ومن شأن هذا التقدم أن يؤدي إلى تحقيق نتائج ملحوظة بنسبة 38.9 بالمئة. من جهة أخرى، يمكن أن يدعم هذا العامل إمكانية تحقيق نفس النتائج الإيجابية التي حققتها البلاد في ربيع سنة 2017، بنسبة تناهز 47.9 بالمئة.

إجمالا، ستكون سنة 2018 سنة إيجابية، بنسبة نمو قدرها 3.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لهذا القطاع. ومع ذلك، من المرجح أن تكون الزيادة أقل من تلك المسجلة في سنة 2017، والتي كانت في حدود 4.4 بالمئة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!