هاكان جليك – صحيفة بسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

سيبدأ عهد جديد في تركيا مع الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها بعد شهرين. سيدخل النظام الرئاسي رسميًّا حيز التطبيق، وهذا النموذج الجديد لا يوجد فيه منصب رئيس وزراء.

الهيكل الإداري للدولة يتكون من رئيس الجمهورية ونوابه والوزراء. وعدد النواب في البرلمان يرتفع من 550 إلى 600.

بذلك سيكون بن علي يلدريم آخر رئيس وزراء للجمهورية التركية.

يلدريم دخل مصاف أهم القادة في تاريخنا السياسي من الآن عبر شخصيته التنفيذية وإنجازاته ومزاياه الإنسانية وأسلوبه.

مكافحة الإرهاب من جهة، ووجود تنظيم غولن المتغلغل في أخطر مفاصل الدولة، والمصاعب على الصعيدين الداخلي والخارجي، والتوازنات الاقتصادية الحساسة، وضرورة التنمية والنمو المستقرين من جهة أخرى..

أقدم يلدريم على خطوات هامة في كل القضايا آنفة الذكر، رغم استلامه مهام منصبه في مرحلة انتقالية. وقام بتنسيق أجهزة الدولة التي شهدت تغيرًا في وظائفها خلال الآونة الأخيرة.

أقام علاقة منسجمة مع زعيم قوي جدًّا ويمتلك شخصية كارزمية مثل رجب طيب أردوغان. ولأن هذه العلاقة قائمة على الصدق والثقة لم تقع مشاكل تُذكر بين الرجلين.

دارت أحاديث منذ مدة حول ترشيح يلدريم خلال العهد الجديد لرئاسة بلدية إسطنبول. غير أنني أعلم أنه لا يسعى لهذا المنصب. فهو يعتبر  من غير اللائق أن يترأس إدارة محلية في إسطنبول بعد أن شغل منصب "آخر رئيس وزراء في الجمهورية التركية".

المزاح شيء نسيناه في خضم المسار السياسي المعروف. أضفى يلدريم على حياتنا السياسة ثقيلة الوطأة في الآونة الأخيرة أسلوبًا مرحًا من خلال فكاهة تصريحاته التي تبعث على الابتسام.

 من الصعب جدًّا التكهن بشيء قطعي في مثل هذه القضايا الهامة، لكن ما تناهى إلى سمعي يشير إلى أن موقف يلدريم المبدئي تجاه عدم الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول سيكون موضع احترام، ولن يتعرض لضغوط من أجل القبول بالمنصب.

إذًا ماذا سيفعل يلدريم مستقبلًا؟

اعتزال الحياة السياسية قد يكون واحدًا من الخيارات التي يفكر بها يلدريم، لكني شخصيًّا أعتقد أن أردوغان سيكون راغبًا بالاستفادة في العهد الجديد من خبرات يلدريم، الذي أنجز العديد من المشاريع العملاقة في تركيا.

ولا أستبعد إمكانية اقتراح أردوغان، في حال انتخابه رئيسًا للجمهورية، منصب نائب الرئيس على بن علي يلدريم.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس