ترك برس

ذاعت شهرة مدية طروادة "Troy" من خلال أساطير الإغريق الأوائل، وتحتل طروادة مكانة ضمن قائمة اليونسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.

تقع طروادة المدينة التاريخية القديمة في منطقة الأناضول،في آسيا الصغرى، وهي اﻵن مدينة جناق قلعة Çanakkale وتقع على مضيق جناق قلعة. وتسمى أيضا "إليوم".

ازدهرت مدينة طروادة في الألف الثالث قبل الميلاد. وقد اشتهرت قصة حصان طروادة الخشبي الذي اختبأ داخله الجنود الإسبارطيون.

تسلل الإسبارطيون من خلال الحصان ليلا لفتح أبواب المدينة أمام جيوش الملك مينلاويس، ملك إسبارطة بقيادة أخيه أجاممنون، الذي حاصر المدينة المنيعة لعشر سنوات ولم يتمكن من إسقاطها إلا بالخديعة.

وحصلت في طروادة ملحمتان هما  "تروي اﻹلياذة" و"اﻷوديسة"، اللتان تنسبان إلى الشاعر الإغريقي هوميروس والشاعر الروماني فيرجيل، وسميت المدينة باسميها نسبة إلى إلوس مؤسسها الأسطوري وتروس والد إلوس.

حكم طروادة الملك بريام، ويروى في الأساطير أن باريس ابن الملك حكم في منافسة جمال بين المعبودات اﻹغريقية (هيرا، وأثينا، وأفروديت)، واختار أفروديت التي وعدته بأن تزوجه أجمل امرأة في العالم.

قام باريس بزيارة منيلاوس ملك إسبارطة، فوقع في غرام زوجته هيلين (التي كانت اجمل امرأة في العالم حسب الأساطير)، وكانت السبب الرئيسي للحرب الطروادية، والتي هزمت فيها  اليونان مدينة طروادة.

أخذ باريس هيلين معه إلى طروادة، مما أغضب منيلاوس وأقسم شعب الإغريق على الانتقام من باريس ومن شعب طروادة، وهكذا انطلقت حملة قادها أجاممنون أخو منيلاوس.

وحارب إلى جانب أجاممنون الكثير من أبطال اﻹغريق، منهم أوديسيوس، الذي أمر العمال بصنع حصان خشبي ضخم بعد عشر سنوات من الحصار، الذي فشلوا من خلاله على الاستيلاء على المدينة المحصنة بأسوار حجرية عالية.

واختبأ في داخل الحصان عدد من الجنود اﻹغريق، بينما تظاهر باقي الإغريق باﻹبحار بعيدا،تاركين الحصان قائما خارج أسوار المدينة.

أثار الحصان فضول الطرواديين، فسحبوه إلى داخل المدينة على الرغم من تحذيرات الكاهن الطروادي ﻻوكون، بأن ﻻ يدخلوا الحصان. وفي تلك الليلة تسلل الجنود اﻹغريق خارجين من جوف الحصان، وفتحوا بوابات المدينة أمام بقية القوات الإغريقية لدخول طروادة.

وهكذا نفذ الإغريق مذبحة راح ضحيتها شعب طروادة، ونهبوا المدينة وأحرقوها. وقد نجا إينياس بطل ملحمة الإلياذة لفيرجيل، إلى جانب عدد قليل من الطرواديين من المذبحة، بينما قتل باريس وعادت هيلين إلى منيلاوس.

ومن المعروف عند علماء اﻵثار أن طروادة أسست في أوائل العصر البرونزي، الذي ابتدأ في آسيا الصغرى نحو 3000 قبل الميلاد، واكتشف العلماء أن تسع مدن بنيت في موقع طروادة،كانت كل مدينة تالية منها تبنى على أنقاض المدينة التي سبقتها.

واشتغل الطرواديون بالزراعة وتربية الاغنام وإنتاج السلع الصوفية، كما تاجروا مع المسينيين الذين كانوا يعيشون في بلاد اﻹغريق ومع شعوب أخرى تعيش على امتداد سواحل آسيا
الصغرى المطلة على بحر إيجة.

ويعتقد علماء اليونان أن طروادة سقطت قرابة العام 1184 قبل الميلاد، بينما يظن كثير من علماء الآثار أن المدينة السابعة التي قامت على موقع طروادة هي المدينة التي كتب عنها في الأدب الإغريقي القديم، ويعتقد العلماء أن هذه المدينة دمرت نحو عام 1250 قبل الميلاد.

وكانت طروادة أو مدينة جناق قلعة، ساحة معركة كبرى بين الدولة العثمانية والحلفاء الأوروبيين إبان الحرب العالمية اﻷولى للاستيلاء على مدينة إسطنبول في عامي 1915 و1916.

ويزور المدينة سنويا ما يقارب نصف مليون سائح يحرصون على شراء هدايا من اﻷحصنة الخشبية المصنوعة من خشب الزيتون والتعرف على آثار طروادة.

عام طروادة

وفي الذكرى العشرين للاعتراف بمدينة طروادة التاريخية كموقع للتراث العالمي لليونسكو، زينت طائرات الخطوط الجوية التركية صورة حصان طروادة الشهير، وذلك ضمن حملة عام طروادة.

فقد أعلنت الحكومة التركية ان عام 2018، سيكون عام طروادة،تكريما للذكرى العشرين لاعتراف اليونسكو بالمدينة القديمة جناق قلعة كموقع للتراث العالمي في عام 1998.

وعثر علماء آثار أتراك على لوحة فسيفسائية تعود إلى 1800 عام قبل الميلاد في ولاية أنطاليا جنوب تركيا، تجسد مشهد ابنة الملك أجاممنون خلال حرب طروادة التاريخية.

ويتوقع أن يجذب متحف طروادة في ولاية جناق قلعة ملايين السياح في عامه الافتتاحي، وتبلغ مساحته 10 آلاف متر مربع وبتكلفة 50 مليون ليرة تركية (13.2 مليون دولار). وسيعرض الاكتشافات الأثرية للمدينة القديمة، فضلا عن 24 قطعة ذهبية تعرف باسم "كنوز تروي" التي أعيدت إلى تركيا من أمريكا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!