ترك برس

شهدت الحياة السياسية التركية خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي تحركات سياسية مكثفة على المستويين الداخلي والخارجي بدأت بوضع حجر الأساس لمشروع محطة الطاقة النووية أك كويو ونهاية بالإعلان عن انتخابات رئاسية وبرلمانية في شهر حزيران/ يونيو المقبل. وفيما يلي أبرز هذه الأحداث:

محطة أك كويو النووية الحلم يصبح حقيقة واقعة

في الثالث من شهر نيسان/ أبريل احتفل رئيسا تركيا وروسيا، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين ببدء العمل الرسمي لبناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا بتكلفة 20 مليار دولار، في مدينة مرسين الجنوبية. ويندرج بناء هذه المحطة في إطار مشروع للتنمية أطلقه الرئيس أردوغان بهدف جعل تركيا إحدى الدول العشر الأغنى في العالم بحلول 2023 التي تصادف الذكرى المئوية لإعلان الجمهورية التركية.

وفي وقت سابق ، منحت السلطات التركية محطة أك كويو وضع مشروع استراتيجي، مما سيتيح توسيع الإعفاءات والتفضيلات الضريبية ليصل التوفير إلى قرابة 10 مليارات دولار.

ويشمل المشروع  بناء أربع مفاعلات للطاقة مزودة بوحدات ومفاعلات القدرة المائي - المائي من الجيل "3+" التي تتطابق مع المعايير التشغيلية الموضوعة من قبل المنظمة الدولية للطاقة الذرية بعد الكارثة في محطة "فوكوشيما" النووية اليابانية.وتبلغ قدرة كل مفاعل 1200 ميغاواط.

ويعد أك كويو أول مشروع لتوليد الطاقة النووية في العالم ينفذ على أساس نموذج "ابن- تملك- استخدم" (build-own-operate) الذي بموجبه ستقوم روسيا ببناء المحطة وستمتلكها وستستخدمها.

تركيا تعيد ضريح سليمان شاه إلى مكانه السابق في سوريا

وفي الثاني من أبريل أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، فكري إيشيك، إعادة ضريح شاه سليمان إلى مكانه السابق في سوريا، بعد أن نقل إلى الأراضي التركية في عام 2015 لأسباب أمنية.

وسليمان شاه بن قتلمش هو جد السلطان عثمان الأول مؤسس الدولة التركية.

وأقيم الضريح في القرن السادس عشر بعد انتصار السلطان سليم الأول في موقعة مرج دابق، حينها أقام السلطان سليم ضريحا يليق بمكانة جد العثمانيين.وخلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا، تم توقيع اتفاقية أنقرة بين تركيا وفرنسا عام 1921 نصت في مادتها التاسعة على بقاء ضريح سليمان شاه تحت السيادة التركية مع رفع العلم التركي عليه، ليصبح الموقع الوحيد خارج الأراضي التركية التابع للسيادة التركية.

الإعلان عن موعد تسلم تركيا لصواريخ إس 400 الروسية

وفي الرابع من أبريل أعلنت تركيا أن توريد منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس -400" إليها، تحدد في يوليو/تموز 2019، بدلا من الربع الأول من 2020.

وقال وكيل وزارة الدفاع التركية لشؤون الصناعات العسكرية، إسماعيل ديمير، عقب اجتماع مجلس التعاون الروسي التركي العالي المستوى: "ناقشنا خلال اجتماع مجلس التعاون العالي المستوى، إمكانيات التعاون في مجال الصناعات العسكرية. وتقدم تاريخ بدء توريد منظومات الدفاع الجوي "إس-400" في إطار الاتفاقية الموقعة مع روسيا، إلى موعد أقرب، وتحدد في يوليو 2019".

ورأى محللون عسكريون أن الإعلان عن تسريع وتيرة تسليم منظومة الدفاع الروسية إس 400 لأنقرة دليل على استقلالية القرار التركي، ويوجه رسالة حول حالة العلاقة بين موسكو وأنقرة في الوقت الحالي، ولاسيما بعد التحذيرات الأمريكية لأنقرة من فرض عقوبات عليها إذا واصلت المضي في الصفقة.

الجيش التركي لن ينسحب من عفرين

كان تحرير مقاطعة عفرين السورية من إرهابيي وحدات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي خلال عملية غصن الزيتون مؤشرا على تصميم تركيا على مكافحة الإرهاب. وفي مواجهة الانتقادات والدعوات الغربية والإيرانية لتركيا بالانسحاب من عفرين قال بكير بوزداج، نائب رئيس الوزراء التركي، إن قوات بلاده لن تنسحب من مدينة عفرين السورية إلا بالوصول إلى تسوية للأزمة السياسية المستمرة منذ سنوات في البلاد.

البنك المركزي التركي يسحب احتياطيات الذهب من الولايات المتحدة

وفي العاشر من أبريل ذكرت وسائل الإعلام التركية أن البنك المركزي التركي  سحب من نظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي احتياطي الذهب في عام 2017 المقدر ب 28.7 طن من الذهب. كما قامت البنوك التركية الخاصة أيضا بسحب احتياطياتها من الذهب، وذلك استجابة لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للتخلص من ضغط سعر العملات واستخدام الذهب ضد الدولار.

ويرى محللون اقتصاديون أن إعادة توجيه جزء كبير من احتياطي الذهب المسحوب من الولايات المتحدة إلى بنك إنجلترا وبنك التسويات الدولية، خطوة استراتيجية اتخذتها تركيا لمواجهة أي عقوبات اقتصادية قد تفرضها واشنطن على النظام المصرفي التركي.

الدعوة لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة

في السابع عشر من أبريل طرح زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي  مبادرة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في تركيا في أغسطس القادم.  وفي اليوم التالي أعلن الرئيس أردوغان ، عقب اجتماعه مع بهتشلي ، عن الاتفاق على إجراء انتخابات مبكرة في الرابع والعشرين من يونيو المقبل وكان إعلان أردوغان هذا مفاجأة للأحزاب السياسية التركية.

وفي رأي محللين سياسيين، فإن تبكير الانتخابات جاء من دافع حاجة تركيا للاستقرار من خلال تطبيق النظام الرئاسي، وإجراء انتخابات تجدّد القيادة السياسية وتجنّب البلاد المخاطر، مع ترجيح فوز الرئيس اردوغان وحزب العدالة والتنمية بالانتخابات.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!