ترك برس

حققت المدونات في مجال الأزياء التركية نجاحًا باهرًا في جميع أنحاء العالم العربي، حيث تسعى أعدادٌ متزايدةٌ من النساء المسلمات إلى البحث عن طرقٍ جديدة للتعبير عن أنفسهن مع الحفاظ على قيمهن الدينية والثقافية.

وقد تابعت الصحفية وفاء خليفة من الرياض، المدونة التركية غولسوم الخطروشي على انستغرام منذ أن التقيتا في لندن العام الماضي 2017 في مركزٍ تجاري.

تقول وفاء: "لم أستطع إبعاد عيني عن حجابها، لقد كانت أنيقةً للغاية. وعندما سألتها عن المكان الذي تشتري منه ملابسها، علمتُ أنها مدونة موضة وفي الوقت نفسه مصممة أزياء".

تعد الخطروشي، وهي متزوجة من رجل ليبي، واحدةً من أكثر مدونات الموضة المُتابعات، ولا سيما بين النساء المحتشمات، ولديها 244 ألف متابع على انستغرام، ومتابعوها في الغالب هم من فئة الشباب والأثرياء. تقول الخطروشي: "ثلث أتباعي هم من العالم العربي والشرق الأوسط. أحد أحلامي هو إنشاء فرعٍ في تلك المنطقة من أجل التقرب من جمهوري من النساء".

وتضيف: "يرتكز أسلوبي على الحفاظ على الخصائص المتأصلة في جذوري الثقافية ودمجها مع اتجاهات الموضة الحديثة. أعتقد أن المرأة العربية ناجحة للغاية في هذا الأمر".

وقد ساعدت شعبية المسلسلات التركية في الترويج للأزياء ومدوني الموضة الأتراك بعد أن ساهمت بشكلٍ كبير في نشر الثقافة التركية في مختلف المجالات. ومن ضمن هذه الموجة من انتشار الأزياء التركية في عالم الموضة، قدمت مجلة (آلا) التركية والرائجة بين النساء والفتيات المحجبات، صورًا إبداعية للأزياء المحتشمة منذ عام 2012. كما زاد توسع الطبقة الوسطى في تركيا، وزيادة السكان الشباب فيها ورقمنة قطاع البيع بالتجزئة التركي، من أهمية صناعة الأزياء في تركيا.

ومن المتوقع أن ينمو سوق التجارة الإلكترونية التركي بنسبة 17.3 بالمئة هذا العام 2018، وفقًا لموقع ستاتيستا Statista، وهو بوابة استخبارات الأعمال التجارية عبر الإنترنت. وقد بلغت قيمة سوق التجارة الإلكترونية التركية 6605 مليون دولار حتى الآن، على غرار المملكة العربية السعودية بـ 6128 مليون دولار.

ومن جهتها، قالت غامزه بيران، مدونة الموضة البالغة من العمر ثلاثين عامًا، أن لديها على الإنترنت ما يصل إلى 124 ألف متابع ومتابعة، من بينهن العديد من النساء العربيات اللواتي يخترن الملابس التي تشعرهنّ بالتحسن بغض النظر عن توجهات الموضة المختلفة، بمعنى آخر، فإنهنّ وبشكلٍ إبداعي يصنعن الموضة الخاصة بهنّ.

تقول غامزه: "لدي جمهورٌ قويٌّ في العالم العربي. أنا سعيدةٌ لأنهم يحبون أسلوبي ويستوحون أزياءهم مني. أحصل على ردود فعلٍ لطيفة حول الإكسسوارات التي أضيفها على ملابسي وحول أشكال الحجاب التي أرتديها".

تؤكد غامزه على نقاط التشابه الكثيرة بين المجتمعين التركي والعربي حيث تقول: "أعتقد أن مدوني الموضة والأزياء الأتراك يتوسعون بشكلٍ متزايد في العالم العربي والشرق الأوسط، لأن هناك العديد من القيم الدينية والثقافية المشتركة. نحن نشبه بعضنا البعض من حيث شكل الجسم ومفاهيم الجمال".

تعد المملكة العربية السعودية ثالث أكبر سوق تصدير لتركيا في الشرق الأوسط للملابس بقيمة 169.5 مليون دولار في النصف الأول من عام 2017، وفقًا لما ذكرته الأمانة العامة لاتحاد تصدير المنسوجات والملابس في اسطنبول.

ويخوض المدونون الأتراك منافسة قوية مع المدونين من كلٍّ من الكويت ولبنان ودبي، مثل هدى خاتان وهنادي دياب ونجلاء خضور، ولقد تمكنوا من تأسيس مكانة هامة في العالم العربي.

حُرّم أهو خلفة، ابنةٌ لرجلٍ تركي وأم سعودية، هي مدونة ومنظمة لأحداث الموضة للنساء الثريات والمحتشمات في تركيا. ولديها 229 ألف متابع على انستغرام.

تقول حُرّم: "على مدار العامين الماضيين، عملتُ على بيع أغطية حجابي المصممة على الطراز الحديث على انستغرام. لدي العديد من الزبائن داخل تركيا وخارجها بما في ذلك دول الخليج العربي".

شهد، متابعة شابة سعودية لحُرّم على انستغرام، تقول: "إن السبب وراء متابعتي لمدوني الموضة الأتراك هو أنني أحب الموضة التركية وأحب تركيا بشكلٍ عام، ولا شك في أن الأعمال التلفزيونية التركية قد ساهمت بشكلٍ كبير في تعزيز حب تركيا لدي".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!