ترك برس

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،أول من أمس الأحد، خلال مؤتمر حزب العدالة والتنمية  في مدينة إسطنبول، رؤيته لتركيا بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في 24 يونيو/ حزيران. وقال أردوغان إنه سيجعل من تركيا قوة عالمية. وسيتصدى للفساد والفقر، وسيعمل على صياغة سياسة خارجية مستقلة، وتعزيز استقلال القضاء. كما ركز على كبح جماح عجز الموازنة، والتضخم ثنائي الرقم، وأسعار الفائدة.

ووفق تقرير لموقع الجزيرة الإنجليزية، فإن ملامح الحملة الانتخابية للرئيس أردوغان، بحسب ما جاء في خطابه ترتكز على أربع نقاط رئيسية:

1- التركيز على الاقتصاد

تتوجه تركيا إلى انتخابات مبكرة في وقت تواجه فيه عددا من التحديات على جبهات مختلفة، يأتي في مقدمتها الاقتصاد الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه السبب الرئيس الذي دفع الرئيس التركي إلى تقديم الانتخابات المقررة أصلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.

وقال أوزير سينجار، رئيس مركز ميتروبول للأبحاث الاجتماعية والاستراتيجية، إن أردوغان كان يستهدف ناخبي حزب العدالة والتنمية المستائين من الوضع الاقتصادي.

وأضاف أن "نحو 60 في المئة من ناخبي حزب العدالة والتنمية يؤكدون أنهم لن يغادروا الحزب، لكن ما بين 30 إلى 40 في المئة يشعرون ببعض الاستياء، ويقول 10 إلى 15 في المئة منهم إنهم لن يصوتوا لأردوغان في الانتخابات المقبلة".

وتابع قائلا: "إن الرئيس يحاول إقناع هؤلاء بدعمه، لأنهم هم من يعطون الأولوية للحكومة والاقتصاد المستقر. هم محافظون سياسياً ومن يمين الوسط ومن الفئات ذات الدخل المتوسط ​​الأعلى. وإذا فشل الاقتصاد، فإن لديهم الكثير ليخسروه."

ويقول سينجار إن الرئيس يولي اهتماما شخصيا ببيانات الاقتراع، ويرتكز في خطاباته على نتائج استطلاعات الرأي، واصفا الانتخابات المقبلة بأنها أهم انتخابات يخوضها أردوغان في حياته السياسية.

2- استقطاب الأصوات المتخوفة

شهدت الحملة الانتخابية تنسيق الرئيس أردوغان مع حزب الحركة  القومية، في حين شكلت جماعات المعارضة تحالفا في محاولة لمنعه من الحصول على صلاحيات تنفيذية واسعة النطاق مع تحول تركيا من نظام برلماني إلى رئاسي.

وقال تيمور كوران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة دوك في نورث كارولينا، إن الوعود الواضحة التي قدمها أردوغان باستقلال القضاء هي صدى لمخاوف المعارضة بشأن تآكل حكم القانون منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، والتي قُتل فيها 250 شخصًا.

وأضاف كوران أن الخطاب كان يهدف إلى استقطاب بعض الناس المتخوفين من تقليص الحريات ومركزية السلطة في تركيا.

3- إثارة المشاعر القومية

بدأ أردوغان، الذي قاد تركيا منذ عام 2003، خطابه باستحضار شخصيات من التاريخ العثماني بالإضافة إلى مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.

وقال ليز هينتز، المتخصص في شؤون تركيا في جامعة جون هوبكنز: "هذه الإشارات تتفق مع محاولات أردوغان لإضفاء الشرعية على دور تركيا كزعيم سني في المنطقة، وكذلك احترام الناخبين من الأحزاب الأخرى الذين يرون أن هوية بلادهم ترتبط أكثر بجذورها العثمانية والقبائل التركية في آسيا الوسطى".

وأشار هينتز إلى أن استخدام اسم أتاتورك الذي تجنبه أردوغان حتى وقت قريب لصالح لقب غازي، يتماشى مع الجهود الأخيرة للوصول إلى أنصار حزب أتاتورك، حزب الشعب الجمهوري.

كما ركز الرئيس أردوغان في خطاب يوم الأحد على الإشارة إلى أن تركيا ستطلق المزيد من العمليات عبر الحدود، بعد أن أطلقت منذ عام 2016 عمليتين عسكريتين في شمال سوريا ضد ميليشيا وحدات حماية الشعب، بالإضافة إلى استمرار توجيه ضربات لمعاقل حزب العمال الكردستاني في العراق.

وقال كوران: "هذا شيء يحب أن يسمعه القوميون في تركيا وبعضهم في معسكر أردوغان، وغيرهم في جناح المعارضة. وهذه هي الطريقة التي عرضت بها حملة غصن الزيتون في عفرين."

4- العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

كان الهدف القديم للسياسة الخارجية التركية الذي كرره أردوغان في خطابه هو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذي تقدمت تركيا بطلب انضمامها إليه في عام 1987.

وقال كوران: "إن أردوغان فعل الكثير في سنوات حكمه  الأولى لوضع تركيا في طريق الترشح، فأجرى تعديلات تجعل تركيا مستعدة للإصلاحات المطروحة من الاتحاد الأوروبي، ولكن تعثرت مفاوضات الانضمام فيما بعد، وصعد أردوغان لهجته ضد الاتحاد.

وأضاف أن من بين أسباب تعثر الانضمام هو معارضة فرنسا وألمانيا التي ساعدت على تعزيز عدم الثقة والعداء التركي تجاه الاتحاد الأوروبي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!