ترك برس

أوضح تقرير نشر في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن تل أبيب قضت على التهديدات المحيطة بها، وأنشأت تحالفات مع دول سنية جارة في المنطقة، فيما يدور "رحى حرب ملجومة بين إسرائيل وإيران، كما يدور بين إسرائيل وتركيا رحى عداء."

وبينت الصحيفة، أن "الطرف المستضعف؛ هو الدول العربية السنية، بينما الطرف المتعزز المفعم بالطاقة عظيم الاحتمالات، هو إيران وتركيا؛ حيث ينبع تفوقهما من مكانهما على الخريطة وإمكانياتهما الاقتصادية وحجم طبقة المثقفين في أوساط سكانهما، ومن إحساس الغاية الذي يحركهما".

وتحديث الصحيفة الإسرائيلية، في افتتاحيتها التي أعدها الكاتب الإسرائيلي يارون لندن، عن استراتيجية "إسرائيل" في بناء تحالفاتها، والتي انتقلت من بناء تحالفات مع الأقليات المستضعفة، إلى التحالف مع دول عربية ضعيفة ومستضعفة، وعدائها لتركيا وإيران، وفقاً لما أوردته صحيفة "عربي 21" الإلكترونية.

وأوضحت الصحيفة أن التطورات الأخيرة في العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة، "قلبت رأسا على عقب سياسة حلف الأقليات، التي طورتها الدبلوماسية الإسرائيلية على مدى عشرات السنين الأولى لوجودها".

وفي ضوء "عداء جيرانها؛ بحثت إسرائيل ووجدت أحيانا حلفاء سريين وعلنيين؛ ليسوا سنة وليسوا عربا"، وفق الصحيفة التي قالت: "وهكذا ارتبطنا بإيران في عهد الشاه، وبتركيا في العهد الذي سبق اليقظة الدينية، وبالأكراد في العراق، وبأثيوبيا بسيطرة المسيحيين وبالمارونيين في لبنان".

وأضافت: "أما الآن فأصدقاؤنا؛ هم بعض من الدول التي تحد بنا، وأما أعداؤنا؛ هما بالذات الدولتان الكبيرتان (تركيا وإيران) تقعان في الدائرة الخارجية"، معتبرة أن "تطوير صداقة مع أعداء أعدائك هو خطوة مفهومة من تلقاء ذاتها، لكنها أكسبتنا فضائح عديدة، وفي حالة واحدة فقط –الحلف مع المسيحيين في لبنان – فاقت الخسارة الربح".

وتابعت: "لقد فقدنا هناك الكثير من الناس، واستثمرنا مقدرات هائلة وأثرنا الشيعة وسرعنا سيطرة حزب الله على لبنان"، مرجعة "الخسارة الإسرائيلية، إلى الارتباط بالعنصر المستضعف وليس العنصر المتعاظم؛ وسياستنا لم تأخذ في حساباتها الدونية الديمغرافية للمسيحيين، الانشقاقات في معسكرهم والفساد المنتشر بينهم".

واعترفت الصحيفة، بأن الإسرائيليين أخطأوا في تقديرهم بشأن المعطيات الديمغرافية في لبنان، وهو الأمر الذي كان يمكن توقعه، منوهة أن "الورطة الإسرائيلية في لبنان، هي مثال على تجاهل المستقبل المبطن، الذي يلزم بتغيير في الفكر".

وهنا نحن "لا نقول إن اضطرارات الحاضر تفرض علينا سلوكا يتميز بردود فعل على تحديات عاجلة، بل ينبغي التصدي للأفكار على المدى البعيد، لأن التاريخ لن ينتهي بعد الحرب التالية"، وفق "يديعوت"، وقالت: "هنا نقصد التخوف الذي لا نأخذ فيه هذه المرة بالجدية المناسبة مع حلفنا بالطرف المستضعف في الصراع الجاري في منطقتنا".

وإضافة لما سبق، أشارت الصحيفة، إلى انفتاح تركيا وإيران على "روح الحداثة أكثر من الدول العربية السنية"، مضيفة: "إن ضعف طرفنا واضح، فوضع مصر فظيع ومستقبلها يتخذ صورة المصيبة".

ودللت الصحيفة على "المصيبة" التي تمر بها مصر في ظل نظام عبد الفتاح السياسي بالعديد من المعطيات منها؛ نحو 100 مليون شخص يكتظون في نطاق قاطع يشكل نحو 2 بالمئة من مساحة مصر، نحو 40 بالمئة من قوة العمل تعمل في الزراعة المتعلقة تماما بنهر مياهه تتلوث وتقل، وتيرة التصنيع بطيئة جدا، ونصف السكان لا يعرفون القراءة والكتابة.

كما أن التعليم الأكاديمي بمصر في "الدرك الأسفل"، ومعظم شبابها عاطلون عن العمل، والجيش المصري يدير نصف الاقتصاد، وفشله كقوة مقاتلة يتجسد في المعركة البائسة التي يخوضها في سيناء، كما أن مصر توجد في المرتبة الـ 106 في التصنيف العالمي لمقياس التنمية البشرية.

واختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالقول إنه بالنسبة "لصديقتنا الأخرى؛ السعودية، فهناك من يعلقون الأمل على إلهام ولي العهد الصاعد محمد بن سلمان، ولكن في هذه الاثناء تعيش المملكة في العصور الوسطى"، كما اعترفت بأن "الواقع ربطنا بأصدقاء بائسين، ولسنا واثقين أننا نفعل ما يكفي، كي نغير موقف أعدائنا الأقوياء المتعززين (تركيا وإيران)".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!