ترك برس

حذّر رئيس هيئة الأركان التركية، خلوصي أكار، من مغبة المساس بحقوق ومصالح بلاده النابعة من القوانين والاتفاقيات الدولية، في جميع البحار، وخاصة البحر الأبيض المتوسط.

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن أكار قوله إن "القوات المسلحة التركية عازمة ومصممة على حماية حقوق ومصالح بلادنا وشعبنا، النابعة من القوانين والاتفاقيات الدولية، ولن تسمح إطلاقًا بفرض الأمر الواقع في جميع بحارنا".

جاءت تصريحات أكار خلال مناورات "أفس – 2018" العسكرية المشتركة، التي انطلقت الخميس، في ولاية "إزمير" غربي تركيا، وسط مشاركة واسعة من دول عديدة، بينها عربية.

وأوضح أكار أن الجيش التركي سيستمر في حماية حقوق ومصالح تركيا وجمهورية قبرص التركية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وضمان الأمن والسلام في جزيرة قبرص ضمن معاهدات التحالف والضمان الدولية.

وأكّد أن القوات المسلحة التركية تتخذ في هذا الصدد جميع التدابير اللازمة سواء في بحر إيجه أو في شرق البحر الأبيض المتوسط (سواحل قبرص).

وكان رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أقينجِي، قال في وقت سابق إن قبرص اليونانية "تعتقد أن حقول الغاز الطبيعي شرق البحر المتوسط تخصها وحدها، وتتخذ خطوات أحادية الجانب".

وزعم رئيس إدارة قبرص اليونانية، نيكوس أناستَسياديس، لاحقًا، أن تركيا منعت أنشطتهم في التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل الجزيرة.

وتؤكد تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية، على أحقية القبارصة الأتراك بموارد الجزيرة الطبيعية باعتبارهم جزءًا منها، وذلك رداً على مساعي قبرص اليونانية لعقد اتفاقات مع شركات وبلدان مختلفة لا تدرج فيها القبارصة الأتراك.

وتدعو تركيا قبرص اليونانية إلى التخلي عن وصف نفسها بأنها المالك الوحيد للموارد الطبيعية للجزيرة، وتشدد على أن عدم وقف قبرص اليونانية التنقيب عن الهيدروكربون من شأنه إفشال مساعي إيجاد حل شامل لأزمة الجزيرة.

وتُشير تقارير إلى أن الاكتشافات الحديثة لحقول الغاز في حوض شرق البحر المتوسط بقدر ما هي فرصة لزيادة التنمية في المنطقة إذا ما وجدت البيئة السياسية الملائمة، فإنها أيضًا تهدد بسلسلة من النزاعات إذا لم تنظِّم الأطراف المعنية خلافاتها.

الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية علي حسين باكير، يرى في تقرير نشره مركز الجزيرة للدراسات، أن حسابات تركيا السياسية المتعلقة بالغاز في شرق البحر المتوسط كانت ولا تزال ترتبط بآمالِها في أن يتحول اكتشافه إلى دافع لإنجاز مصالحة توحد شطري جزيرة قبرص وتتيح لهما الاستفادة من الثروات المكتشفة.

لكن سعي قبرص اليونانية إلى إجراءات أحادية تتجاهل مطالب الجانب التركي والقبرصي التركي حول الغاز ما يحول "الملف التصالحي" إلى ملف خلافي يميل إلى المعادلة الصفرية، وفقًا للباحث.

وتعتبر أنقرة أن مثل هذا السلوك كان ولا يزال وراء فشل مفاوضات السلام المتعلقة بالجزيرة في وقت كان من الممكن فيه استغلال ملف الغاز من أجل حشد الدعم اللازم لتوحيد الجزيرة كشرط لاستغلال ثرواتها المشتركة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!