مصطفى نهاد يوكسلير – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

أدان العالم برمته الهجوم الإرهابي الذي حصل في باريس، وراح ضحيته 17 شخص وأعلنت الحكومة الفرنسية وقوفها مع شعبها وشاركتها آلامها.

وشارك في مسيرة الوحدة، التي انطلقت من ساحة الديموقراطية في باريس، يوم الأحد، حوالي مليون شخص، بينهم قادة 50 دولة و صحفيين وفنانين من كافة أنحاء العالم.

الكثير من القادة المسلمين أيضاً أدانوا المجزرة، وأعلنوا تضامنهم مع الشعب الفرنسي و تقاسموا آلامه.

حيث أخذَ كلٍ من رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، مكانهما في الصف الأول من المسيرة، إضافة لمشاركة الكثير من المسؤولين في العالم العربي و الإسلامي.

نجح العالم الإسلامي بمشاركته هذه في إيصال رسالة الإسلام للعالم، والمتمثلة بالسلام و التسامح ورفض العنف.

وشارك في الصف الأول من المسيرة، إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كلاً من رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راجوي ورئيس المفوضية الأوربية جان كلود يونكر والرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو إضافةً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أي أن الفريق الأوربي الأساسي بأكمله كان حاضراً.

أعيد وأكرر للمرة الألف، الهجوم الذي أسفر عن مقتل 17 شخص هو هجوم إرهابي يجب إدانته، وأياً كانت الدوافع لهذه الجريمة، فهي غير مقبولة، والأشخاص الذين قاموا بالاعتداء إرهابيين، وجريمتهم هذه ضد البشرية جمعاء.

وقوف الفريق الأوربي إلى جانب الشعب الفرنسي تصرف جيد، لكنه لا يمنعنا من تشبيههم بـ"الملك العاري". لأنهم يرون بأن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات تليق بشعوبهم فقط، بينما ينظرون للشعوب الأخرى نظرةً فاشية عنصرية.

دعوني اسألكم، لماذا صَمَتُّم عند قيام مجازر "البوسنة" و"حلبجة" و"كاراباغ في أذربيجان"؟

ما ذنب الأشخاص الذين قُتلوا هناك؟ أم أنهم كانوا يستحقون القتل برأيكم؟

ربما صدمة المشاهد و قلة خبرتكم دفعتكم للصمت وقتها، لكن ألم تأخذوا الدروس من تلك المجازر!!

لنستمر في الأسئلة، ماذا فعلتم حيال حركة بوكو حرام في نيجريا التي أودت بحياة 13ألف شخص؟ لماذا رفضتم بيع الاسلحة للحكومة النيجيرية، في الوقت الذي كان فيه بوكو حرام يشتري أحدث الأسلحة؟

ماذا فعلتم تجاه جرائم إسرائيل المستمرة منذ زمن طويل، تجاه الشعب الفلسطيني، وكان آخرها في غزة، الصيف الماضي، حين قتل 200 طفل وآلاف الفلسطينيين؟

هل سألتم نتنياهو، الذي مشى بجانبكم في المسيرة، متى ستكف عن جرائمك ضد الشعب الفلسطيني؟ وكم ستقتل من أطفال غزة في المستقبل؟

وماذا فعل الفريق الأوربي، بخصوص جرائم النظام السوري و داعش، بحق الشعب السوري، فقتل آلاف الأطفال والنساء، واعتقل مئات الآلاف، وهدم منازل الملايين وأجبرهم على النزوح؟ متى قمتم بمسيرة للتضامن الجرحى واللاجئين السوريين، الذين يموتون من شدة البرد في المخيمات ويعيشون حياة مأساوية فيها؟

مع كل هذه الحقائق، ألا يجب أن نطلق لقب "الملك العاري" على الفريق الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية؟

لنسأل الفريق الأوربي، متى ستتخلون عن ازدواجية معاييركم العنصرية الفاشية هذه؟

متى ستتخلون عن تصنيفكم الغير أخلاقي للبشر حسب مناطقهم وأديانهم وأعراقهم؟

متى ستكون ردة فعلكم، للجرائم التي تحصل في سوريا ونيجريا وفلسطين، مشابهة لردة فعلكم نتيجة الهجوم الإرهابي في باريس؟

سؤالي الأخير لكم، حسب مفهومكم للديمقراطية وحقوق الإنسان، متى ستعتبرون قيمة الإنسان السوري أو الفلسطيني تساوي قيمة الإنسان الفرنسي؟

عن الكاتب

مصطفى نهاد يوكسلير

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس