ترك برس

في يوم 9 أيار/ مايو الجاري، أعلنت السلطات التركية أنها ألقت القبض على خمسة أشخاص قادمين من إسطنبول باتحاه ولاية بيلاجيك شمال غرب البلاد، بسبب حيازتهم لنسختين قديمتين من التوراة داخل السيارة التي تقلهم.

وكشفت مديرية آثار بيلاجيك التركية، أن هاتين النسختين تعودان إلى ما قبل الميلاد، وهما منقوشتان على جلد غزال ومطرزتان بالذهب وأحجار الزمرد والياقوت.

وكان هدف المعتقلين تسليم نسختي التوراة إلى مهربين مقابل قرابة مليوني دولار يتقاسمها الأشخاص الخمسة.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية قولها إن "فرقا من قوات الدرك بالولاية تلقت معلومات استخباراتية عن وجود نسختين من التوراة في سيارة قادمة من إسطنبول يحاول مهربون بيعها".

وأضافت المصادر الأمنية أن الفرق أوقفت السيارة التي كانت تقل 5 أشخاص، عند مدخل بلدة وزيرهان بالولاية، وبتفتيش السيارة بشكل دقيق، تم العثور خلف مذياعها على نسختي التوراة المذكورتين.

وقال نوار رمضان، خبير الآثار، لوكالة أنا برس السورية إن "النسختين تساويان ثروة هائلة".

وقبل شهر واحد، بعد أيام من اتفاق خروج مقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية، أعلنت وزارة السياحة التابعة للنظام السوري، سرقة الكنيس اليهودي الموجود في حي جوبر بدمشق، الذي يعد من أقدم المباني اليهودية.

وحسب أنا برس، يصنف باحثون حي جوبر، باﻷهم تاريخيا لليهود بعد مدينة خيبر السعودية، ويعتقد البعض أنه يضم أقدم كنيس يهودي في العالم، كما يضم مقام للنبي إلياس والنبي الخضر.

وقد ذكرت مصادر صحفية متنوعة بعضها مقرب من النظام السوري، أن من بين الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم ثلاثة سوريين يتبعون لفيلق الرحمن، وهو الفيلق المُعارِض للنظام الذي كان متواجدا في حي جوبر.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن القصة ليست جديدة وإنما بدأت قبل عملية التهجير إلى الشمال السوري.

و قالت المصادر إن "إتفاقا كان قد جرى بين المجلس المحلي لحي جوبر وفيلق الرحمن،الذي يسيطر على الحي، للحفاظ على اﻵثار اليهودية في الحي، وهو ما أنكره فيلق الرحمن لاحقا، وحتى بعد التوجه إلى الشمال السوري أي بعد التهجير، ليضيع معه الاتفاق وتضيع معه اﻵثار، رغم محاولات عديدة من قبل المجلس المحلي لحي جوبر ﻹعادة الآثار المسروقة، إلا أن إنكار فيلق الرحمن بقي سيد الموقف".

وقال الناشط اﻹعلامي أحمد الحسين من الغوطة الشرقية لأنا برس إن "الخلاف موجود بين المجلس المحلي وفيلق الرحمن بخصوص قضية اﻵثار، والاجتماعات الأخيرة بينهما لم تفضي إلى شيء".

وأضاف الحسين: "لا أعتقد أن قيادات فيلق الرحمن قامت بسرقة اﻵثار من تلقاء نفسها، وإنما بكل تأكيد لمصلحة إسرائيل، وبالتالي الفيلق سيبيع اﻵثار لهم".

وأردف الحسين: "إن عناصر من فيلق الرحمن اخذوا حصصهم من سرقات صغيرة لتلك اﻵثار،وحاولوا بيعها بشكل فردي، بعضهم اتجه إلى تركيا، لكن السرقات الكبيرة بقيت مع القيادات".

وذكرت مصادر مقربة من الحاخام السوري إبراهيم حمرا، زعيم طائفة العرب السوريين، والذي غادر سوريا في عام 1994 إلى إسرائيل أن "كوماندوز إسرائيلي نفذ إنزالا في حي جوبر في شهر آذار/ مارس 2013، وقام بجمع آثار ومخطوطات من الكنيس اليهودي وأخرجها بالتعاون مع الأردن وعبر جيش الإسلام".

و لم يتمكن الكوماندوز الإسرائيلي من إخراج كل ما في المعبد اليهودي وفي المنطقة من آثار.

وقال الباحث في تاريخ الحضارات سالم الدهبي ﻷنا برس إن "معظم آثار المعبد تم نقلها إلى متحف دمشق قبل الحرب في سورية، وبقي المعبد والمواقع المحيطة به بحاجة إلى بحث وتنقيب أكثر، وفي الغالب إن ما يتم سرقته وبيعه مؤخرا هو آثار مكتشفة مجددا، وهنا تقع الخطورة".

وتابع الدهبي: "اﻵثار الموثقة ضمن سجلات مديريات اﻵثار يمكن إعادتها لكن غير الموثق يحتاج إلى وقت طويل جدا ومحاكم ليعود لسوريا، وربما لن يعود أبدا، ورغم أن بيع الآثار غير الموثقة صعب، إلا أن بعضها المهم والمعروف يمكن بيعه، وتحديدا إذا ما كان الحديث عن أقدم معبد يهودي في العالم".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!