ترك برس

أشار تقرير صحفي إلى أن ملف "هيئة تحرير الشام" وإدراجها من قبل عدة دول وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا كـ"منظمة إرهابية"، عقّد الموقف كثيرا في الشمال السوري لاسيما أمام تركيا.

وأكّد تقرير صحيفة "عربي21"، أن تركيا هي واحدة من ثلاث دول راعية للملف السوري وداعمة لما يسمى "الجهود السياسية" في أستانا، إضافة لكونها من الدول المكلفة بمراقبة اتفاقية خفض التصعيد في الشمال السوري والتي تم ضم محافظة إدلب إليها مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وبحسب التقرير، فإن هذا الأمر وضع تركيا وتحرير الشام أمام ثلاثة خيارات تم طرحها خلال اجتماع بين ممثلين عن الهيئة وضباط من هيئة الأركان التركية الشهر الماضي من أجل تحديد مصير الهيئة في الشمال في ظل الإصرار الدولي على إنهائها كقوة فاعلة على الأرض السورية.

وجاء في التقرير أنه منذ بدء دخول القوات التركية إلى مناطق الشمال السوري في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، لم تشهد المنطقة أي صدام أو مواجهة عسكرية ساخنة كانت أم باردة بين تحرير الشام أكبر قوة تسيطر على الشمال السوري الممتد بين إدلب وريفها وريفي حلب الشمالي والغربي وصولا إلى ريف اللاذقية الشمالي وريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي على مساحة تقدر وفق مصادر بحجم محافظة ريف دمشق.

القيادي في فيلق الشام الملقب بـ"أحمد أبو العز"، قال إن "مصير المنطقة الآن مرتبط بالشروط الثلاثة التي تمت مناقشتها بين الضباط الأتراك وبين ممثلين عن تحرير الشام في إسطنبول الشهر الماضي، حيث تم وضع تحرير الشام أمام خيارين مباشرين من قبل تركيا وهما (حل الهيئة لنفسها وانضمام من يريد الانضمام من عناصرها بسلاحه لفصائل المعارضة مع منحه إمكانية الاختيار بين الفصائل)".

وبيّن أن الخيار الثاني "هو خروج الهيئة من كامل الشمال السوري وحصر وجودها في الساحل فقط وهو ما اعترضت عليه روسيا معتبرة أن حصر هؤلاء في تلك المنطقة سيعيد المعارك لجبهات ريف اللاذقية وسيتفرغون لقتال النظام السوري.

كما أنه تم طرح -وبشكل غير مباشر- الخيار العسكري وهو دخول فصائل المعارضة التي تدعمها تركيا في حرب لإنهاء تحرير الشام على غرار تنظيم الدولة في مناطق درع الفرات بريف حلب".

وأضاف: "أما الخيار الثالث فهو تم تأويله لتركيا من قبل روسيا وإيران في حال فشلها في إنهاء تحرير الشام في إدلب، أي أن روسيا وإيران ستقومان بدعم النظام السوري ومليشياته في عمل عسكري لدخول إدلب، وهذا ما سيخلف عواقب كارثية إن حدث لاسيما أن إدلب أصبحت أكبر خزان بشري للمعارضة والمدنيين المهجرين والنازحين في الشمال السوري".

وأشار أبو العز إلى أن "الخيار الثالث كان مجرد تهديد خفي بهدف الضغط على تركيا لإيجاد حل بنفسها، ولن يحدث حتى في حال فشل تركيا في مهمة إنهاء تواجد تحرير الشام لأن روسيا وإيران تدركان أن الهجوم على إدلب سيكبدهما خسائر لن تكون في الحسبان وسيكون الهجوم بمثابة الاقتراب من عش دبابير"، وفق تعبيره.

أمّا الناشط الإعلامي محمد العمر، فرأى أن الخيارات المطروحة أمام تحرير الشام لن تكون سهلة في الوقت الراهن وتنفيذها قد يأخذ عاماً على الأقل، أما الجسم العسكري الذي سينوب عنها فسيكون في الغالب من اندماج جميع الفصائل تحت غرفة عمليات واحدة وبمسمى "جبهة التحرير" التي ستكون منضوية ضمن "الجيش الوطني" المنشأ في مناطق درع الفرات شمالي وشرقي حلب.

ولفت العمر إلى أن "حكم تحرير الشام لمناطق الشمال السوري سيبدأ بالانحسار تدريجيا مع تسليم كافة المؤسسات لفصائل ستختارها تركيا، ولن يكون هناك انحسار مفاجئ لأن ذلك من شأنه خلق حالة من الانفلات الكامل في الشمال السوري، وسط الوضع الأمني المتردي من اغتيالات وخطف وقتل وسرقات وتفجيرات وغيرها من الحوادث التي تشهدها مناطق الشمال و إدلب بشكل خاص".

في السياق، كشفت مصادر محلية وإعلامية في محافظة إدلب، عن مشاورات تجري منذ أيام بين قادة فصائل معارضة لإعلان تشكيل عسكري جديد في الشمال السوري، بدعم وإشراف تركي.

وتأتي المشاورات حول التشكيل الجديد، بالتزامن مع استكمال الجيش التركي نشر نقاط المراقبة في ريفي إدلب وحماة، بموجب اتفاق تخفيف التوتر الذي عقد في أستانا بين روسيا وتركيا.

ووفق مصادر محلية في محافظة إدلب، فإن التشكيل الجديد الذي تدعمه تركيا سيضم فصائل فيلق الشام، وجيش الأحرار، وصقور الشام، وجيش إدلب الحر، وجيش العزة، وجيش النصر، والفرقة الساحلية الأولى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!