ترك برس

رأى تقرير في وكالة الأناضول التركية أن إعلان واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أحدث شرخًا كبيرًا في العلاقات الأمريكية الأوروبية.

أشار التقرير إلى أن الشرخ أظهر بالكاشف أن الاتفاق لم يكن سوى شجرة متشابكة الأغصان تحاول إخفاء غابة من الخلافات الاقتصادية بين الجانبين.

مسؤولون أوروبيون، قالوا في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الاتحاد الأوروبي "يشعر بالإهانة من قرار ترامب". وشدّد هؤلاء على أن العمل سيستمر من أجل حماية المصالح الأوروبية.

أما السيناتور الديمقراطي، بورني ساندرز، فكان من أوائل السياسيين الأمريكيين الذين انتقدوا قرار ترامب، معتبرا أن "الانسحاب سيعزل الولايات المتحدة عن أبرز حلفائها الأوروبيين".

أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج ميس"، بولاية فيرجينيا الأمريكية، إدوارد براون، رأى أنه لئن كان الاتفاق النووي مع إيران أحد أبرز الملفات الخلافية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، إلا أنّه تبيّن أنه كان "الشجرة التي تخفي غابة من الخلافات بين الطرفين، والتي تتخذ بالأساس صبغة اقتصادية".

وقال براون إن "إدارة ترامب لم تحافظ على جميع الاتفاقات المبرمة بين الإدارة السابقة وأوروبا، واختارت أن يكون لها نهج هجومي مخالف لا يسير في اتجاه البحث عن توافقات، وإنما يقتصر على خدمة المصالح الأمريكية أولا دون الأخذ بعين الاعتبار ما يطالب به الأوروبيون".

وتوقع براون أن تستمر الإدارة الأمريكية الحالية في سياستها الهجومية مع أوروبا، خصوصا في ظل الانتعاش الذي عرفه الاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر الأخيرة، وتراجع البطالة إلى نسبة 3.9 في المائة، وهي النسبة الأدنى منذ عام 2000.

من جانبه، اعتبر الباحث في العلوم السياسية بجامعة "جورج تاون" بالعاصمة الأمريكية واشنطن، محمد سليمان، أن انسحاب الولايات المتحدة، قضى على الاتفاق النووي مع إيران.

ولفت سليمان أنه لا يمكن للشركات الأوروبية مقاومة العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران. وأكد أنه "لا توجد أي شركة أوروبية ستجازف بالمخاطرة خصوصا وأن السوق الإيرانية صغيرة جدا".

وأشار إلى أن رغبة ترامب في فرض المزيد من الرسوم الجمركية على بعض المنتوجات الأوروبية، يبررها بـ"نهج سياسة حمائية للسوق المحلي"، وبالضغوط التي تمارس عليه من داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس.

المحلل السياسي الفرنسي، مصطفى الطوسة، قال إن هناك شرخا كبيرا يهدد العلاقات الأوروبية الأمريكية على خلفية التطورات الأخيرة.

وأضاف الطوسة أن ما تقدّم دفع البعض إلى الاعتقاد أنه إذا لم يتم احتواء هذه الأزمة، فإنها "قد تتسبب في حرب تجارية بين القارة العجوز و الولايات المتحدة".

ولفت الطوسة إلى أن "هذه العلاقات قد تدخل في منطق تنافس سياسي واستراتيجي من المرجح أن يعجل بالطلاق في المصالح التاريخية التي تربط بين الطرفين منذ الحرب العالية الثانية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!