كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

على مرأى ومسمع العالم تحدث المجزرة. المنظمات الدولية تتابع بصمت. تمارس إسرائيل إرهاب الدولة، بدعم من الدول الغربية وعلى الأخص الولايات المتحدة، وتقتل الفلسطينيين بلا رحمة دون تمييز بين طفل وامرأة ومسن. 

وللأسف فإن هناك البعض من البلدان العربية والإسلامية تقف إلى جانب إسرائيل، عوضًا عن دعم فلسطين في هذه الأحداث. 

عندما نقرأ قرار ترامب بخصوص القدس مع انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران نرى أنه يشير إلى اقتراب حالة من الفوضى العارمة في الشرق الأوسط.

الهجمات الإسرائيلية على الميليشيات الإيرانية الموجودة على الأراضي السوري قد تؤدي إلى اندلاع حرب كبيرة في أي لحظة. وتحالف الولايات المتحدة مع إسرائيل وبعض دول المنطقة سيجر الشرق الأوسط سريعًا إلى حرب دامية. 

موقف تركيا قد يمنع تدهور الأمور في المنطقة. وردّها على قرار الولاياات المتحدة بشأن القدس ومجازر إسرائيل في فلسطين، بحملات كبيرة، لم تكن الدولتان تتوقعانه. 

فأنقرة أعلنت الحداد الرسمي ثلاثة أيام من أجل شهداء فلسطين، وستنزل إلى الساحة من أجل عقد تجمع جماهيري ضخم هو من بين أكبر التجمعات منذ المليونية التي نُظمت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة. 

ويتمتع التجمع، المزمع عقده في ميدان يني قابي بإسطنبول، بقوة من شأنها زعزعة توازن إسرائيل. لأن هذه التظاهرة الجماهيرية ليست بناء على دعوة منظمات مدنية وإنما الدولة. 

للمرة الأولى تتحرك الدولة ضد إسرائيل من خلال النزول إلى الشارع. وإذا أخذنا بعين الاعتبار شدة لهجة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمكننا القول إنها المرة الأولى التي تقف فيها الدولة والشعب معًا بشكل فعلي ضد دولة الإرهاب إسرائيل.

سيعلن هذا التجمع الجماهيري للعالم بأسره أن المسلمين هم الأصحاب الحقيقيين للقدس. وسيظهر أن المجازر الأخيرة التي ارتكبتها إسرائيل هي بداية النهاية بالنسبة لها.

ستقف تركيا، بصفتها بلد رائد في العالم الإسلامي، إلى جانب فلسطين، وستوجه الرد المناسب لإسرائيل.

انتهت تلك الفترة التي كانت إسرائيل تسرح فيها وتمرح على هواها في المنطقة. وستظهر تركيا هذه الحقيقة للعالم بأسره في تجمع ميدان يني قابي.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس