ترك برس

أشادت صحف بريطانيا بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأخيرة إلى لندن، التي التقى خلالها الملكة إليزابيث الثانية، ورئيسة وزرائها تيريزا ماي، إضافة إلى ممثلين عن عالم المال ورجال الأعمال والمستثمرين البريطانيين.

صحيفة التايمز، قالت إن الوقت قد حان للتعامل مع رجب طيب أردوغان على الرغم من التحفظات الكثيرة حول "إجراءاته الصارمة الداخلية"، لأن هذه العلاقة قد تحدد مستقبل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بحسب "الجزيرة نت".

وأشارت إلى أنه من الصواب التعاون مع أنقرة حيثما أمكن، وقد يعتمد مستقبل الناتو عليها، وأن تركيا لديها ثاني أكبر جيش دائم في الحلف وقوتها في الشرق الأوسط -إذا تعاملت بحكمة- يمكن أن تساهم في استقرار المنطقة.

واعتبرت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، أن إيجاد أرضية مشتركة مع تركيا أمر منطقي في هذه الأوقات العصيبة، ويحتاج البلدان إلى إيجاد طرق أكثر إنتاجية للعمل معا.

أمّا صحيفة إندبندنت، فقد ركّزت في مقال للكاتب "كيم سنغوبتا"، على حاجة بريطانيا إلى تركيا من أجل تنمية تجارتها بعد البريكست.

ويرى سنغوبتا أن هناك سببا وجيها جدا لاختيار أردوغان لبريطانيا كوجهة لزيارته الخارجية البارزة قبل الانتخابات التي دعا إليها، وأن "هناك فرصة ضئيلة جدا أمام حكومة تيريزا ماي لإحراجه بقول أو فعل أي شيء عن حالة حقوق الإنسان في تركي".

وقال الكاتب إن أحد المزايا العائدة على بريطانيا من تجارتها مع تركيا هي صفقة بقيمة 135 مليون دولار، تقوم بموجبها شركة "بي أي إي سيستمز" بتطوير مقاتلات سلاح الجو التركي.

وهناك أمل أن تفوز شركة رولز رويس بعقد لبناء المحركات وسوف يستفيد عدد من الشركات الأخرى أيضا. والطموح هو أن يؤدي ذلك إلى تعاون وتعاقدات مستمرة مع الجيش التركي، بحسب الكاتب.

وتعيش العلاقات الاقتصادية التركية البريطانية فترة ذهبية، إثر ازدياد حجم التجارة والاستثمارات المتبادلة بين الجانبين، نتيجة العلاقات السياسية والاقتصادية الآخذة بالتحسن خلال السنوات الأخيرة.

وحظيت اللقاءات التي عقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش زيارته الرسمية إلى العاصمة البريطانية لندن، باهتمام كبير من قِبل رجال الأعمال والمستثمرين الإنجليز، وفق وكالة الأناضول التركية.

والتقى أردوغان، برفقة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية محمد شيمشك، ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي، الاثنين الماضي، مع مسؤولي شركات وصناديق الاستثمار البريطانية، في مأدبة غداء مغلقة أمام وسائل الإعلام، بمقر محطة بلومبيرغ التلفزيونية.

ويقول "إمره أوز"، كبير إداريي غرفة التجارة البريطانية في تركيا، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين، ارتفع بنسبة 15 بالمائة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وأوضح "أوز" أنّ الأجواء الإيجابية التي تخيم على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين منذ 20 عاماً، تساهم في استمرارية الاتفاقات التجارية المبرمة بين الجانبين.

وأضاف أن غرفة التجارة البريطانية في تركيا، تشجّع على تأسيس شركات صغيرة وأخرى متوسطة الحجم، بهدف زيادة التبادل التجاري بين الطرفين.

وأشار إلى كثرة المشاريع ذات الجودة العالية في تركيا خلال الآونة الأخيرة، مبيناً أنّ البريطانيين يولون اهتماما بالجودة والنوعية، أكثر من غيرهم من المستثمرين.

وزاد: "نحن على تواصل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، لأننا نؤمن بأنّ الأوعية الدموية هي التي تغذي الشرايين، فالمشاريع الضخمة تسير في تركيا وفق المطلوب، وساهمنا من خلال هذه الشركات في تصدير منتجات بريطانية إلى الأسواق التركية بقيمة 9 مليون إسترليني".

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع ماي، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن أكثر من 3 آلاف شركة بريطانية تعمل حالياً في بلاده، واصفاً ذلك بـ"التعاون الذي يدعو إلى السرور".

ولفت أردوغان إلى أن البلدين يستهدفان رفع التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار، العام الجاري، مؤكداً ضرورة تعزيز التعاون وإنتاج سلع ذات قيمة مضافة عالية الجودة بشكل مشترك.

اكتسبت وتيرة الصادرات التركية إلى بريطانيا خلال السنوات الأخيرة تسارعا كبيرا، حيث ارتفع حجمها من 5 مليار و937 مليون دولار، عام 2009، إلى 9 مليار و604 مليون دولار، عام 2017.

وحققت بذلك زيادة قدرها 60 بالمئة، لتحتل معها بريطانيا المرتبة الثانية بعد ألمانيا في السوق الأوروبية، من حيث استيراد المنتجات التركية.

أما فيما يخص الواردات البريطانية إلى تركيا، فقد سجلت ارتفاعا بالمقابل من 3 مليار و473 مليون دولار، عام 2009، لتصبح 6 مليار و548 مليون دولار، عام 2017، لتحرز بذلك زيادة هائلة قدرها 89 بالمئة.

تجدر الإشارة أن بريطانيا اتخذت، قرارًا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، عبر استفتاء أجرته في 23 يونيو/حزيران 2016.

وفي 29 مارس/ آذار الماضي، بدأت البلاد رسميًا عملية الخروج من الاتحاد، من خلال تفعيلها "المادة 50" من اتفاقية لشبونة التي تُنظّم إجراءات خروج الدول الأعضاء، التي تنتهي بشكل كامل عام 2019.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!