ترك برس

تدير سيدة تركية ورشة لإنتاج قطع غيار من الكاوتشوك لمصانع وآلات مختلفة في أنقرة، وتعمل على تطويرها، رغم أن هذا العمل في المعتاد يحتاج إلى خشونة الرجال، إلا أن السيدة إزغين إيروغومتش دورهان أتقنته وبرعت فيه.

إزغين، هي أول امرأة تركية تنجح في هذا العمل، متحدية الظروف الاجتماعية والمهنية، قائلة: "حاول الكثير من الرجال إعاقة عملي في هذا المجال، أرادوا مني أن أجلس في البيت مع عائلتي مثل غيري من النساء، ولكنني عنيدة ومكافحة، وأنا من يقرر من أكون، حتى لو كان مجالا لم تدخله المرأة التركية من قبل".

وعند سؤالها عن كيفية تعلمها هذه المهنة ومن علمها إياها، أجابت قائلة: "تعلمت المهنة من أبي، وأنا في عمر الرابعة عشر، وقد تعرضت لمضايقات وتحرش جسدي وحتى جنسي، لأن العاملين في مثل هذه المهنة الصعبة، رجال غير متعلمين ولا مثقفين اجتماعيا".

وأضافت إزغين "حتى أهلي عارضوني، لكنني لم أتراجع عن طموحي وتعلمت المهنة، وتخرجت أيضا من كلية التربية البدنية".

وتحدث والدها حسن حسين، لمراسل الجزيرة قائلا: "منذ صغر إزغين وهي تتصرف كولد، وتلعب مع الأولاد وتضربهم أيضا، وفي الورشة كانت وما زالت تقود العاملين، فقد فرضت شخصيتها وطموحها علينا جميعا".

اقتحمت السيدة إزغين مجالا يهيمن عليه الذكور حصريا، ولم تكتفِ بالعمل فيه، بل أصبحت مديرة ومدربة فيه لعشرات الرجال، رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها.

تمتلك إزغين، ورشة ومصنعا يعمل فيه 30 رجلًا، اختارتهم بنفسها ووفق معاييرها، ولا تكتفي باﻹدارة بل تشارك بنفسها في العمل.

وعند سؤالها عن تقبل العاملين معها والمجتمع لها، أجابت إزغين: "العاملون معي تعودوا علي، لكن المجتمع لم يتعود علي بعد، ولا زلت أعاني من نظرات اﻵخرين لي، وكأنني إنسانة شاذة".

وعلّق كامل غوماتش، الموظف في شركة إزغين، على ذلك قائلا: "نتعامل معا كعائلة خلال العمل، ولا نشعر بوجود امرأة بيننا، لكن الصعوبة تكمن في الزبائن القادمين من الخارج، الذين يصدمون عند رؤيتها والتعامل معها، في هذا المجال الصعب".

ولم يقتصر طموح إزغين المكافحة على العمل في ورشتها أو في تركيا فقط، بل أصبحت ترأس مؤسسات مهنية ناشطة عدة، وبدأت تنتج كافة أنواع قطع الغيار مهما كانت، ووفق طلبات تأتيها من بلدان عدة أيضا، وهي تُصدّر ثلثي أنتاجها.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!