فخر الدين ألتون – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تجتمع منظمة التعاون الإسلامي استثنائيًّا اليوم في إسطنبول، بدعوة من الرئيس الدوري لها رجب طيب أردوغان

جاءت دعوة أدوغان إلى القمة بهدف اتخاذ موقف مشترك بين الدول الإسلامية في مواجهة الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. 

لكن مع الأسف فإن البلدان الإسلامية بعيدة كل البعد عن اتخاذ موقف مشترك تجاه الظلم وسياسة الاحتلال التي تمارسهما إسرائيل تجاه فلسطين. 

***

اجتمعت المنظمة استثنائيًّا في ديسمبر الماضي بدعوة من أردوغان أيضًا لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وصدر عن الاجتماع بيان تحت عنوان "الحرية للقدس".

أدان البيان الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة وهدم منازل الفلسطينيين واستخدام القوة المفرطة.

وأكد البيان على رفض أعضاء منظمة التعاون الإسلامي قرار الإدارة الأمريكية، واعتبارهم القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين. 

ولولا انعقاد الاجتماع وصدور هذا البيان لما وقف 128 بلدًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة بوجه قرار الولايات المتحدة حول القدس.

***

الملفت في الأمر هو أنه عوضًا عن اعتبار هذا البيان مكسبًا هامًّا للقضية الفلسطينية، ظهرت خطابات قبل صدوره تقول إن "اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول عديم أهمية".

والآن نسمع أصواتًا مشابهة. إذا كنا سننصت إليها علينا تقبل الهزيمة مقدمًا وتسليم مفتاح البلاد لأول من يطالب به. 

مع أنه لا مفر من الكفاح سواء أكانت الظروف لصالحنا أو ضدنا، على الأخص في هذه الفترة، وفي هذه المنطقة..

ولأن أردوغان يدرك ذلك جيدًا، لم يكتفِ بدعوة لعقد اجتماع منظمة التعاون، بل يجري اتصالات مكثفة مع البلدان البارزة في الغرب كبريطانيا وألمانيا بهدف إنهاء الظلم الإسرائيلي والسياسات الاستيطانية لتل أبيب على الأخص في القدس الشرقية. 

***

ستكون القمة الإسلامية اليوم رسالة قوية لإسرائيل ولداعميها الإقليميين والدوليين على حد سواء. ولن تقتصر إسطنبول على استضافة القمة فحسب، بل إن أهلها سيحتشدون مرة أخرى في ميدان يني قابي ويدينون الظلم الإسرائيلي للفلسطينيين. كما أنهم سيوجهون إلى العالم بأسره رسالة تؤكد وقوفهم إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين.

***

تعلم تركيا جيدًا ماذا تريد أن تفعل إسرائيل وداعموها. وتدرك أنها ستتجاوز هذه العقبة من خلال تعزيز قوتها. ولهذا يمكنها أن تقطع مسافة أكبر على طريق التحول إلى قوة عالمية، كما زادت من قوتها الإقليمية في كل هذه الأزمات.

وبينما تحدث كل هذه الأمور، يعمل أعداء تركيا على ضربها من خلال هجمات مالية قبل انتخابات 24 حزيران/ يونيو.

نحمد الله أن هذا الشعب يعلم جيدًا أن بإمكانه دحر هذه الهجمات المالية والمؤامرات من خلال الاستقرار السياسي وقوة الزعامة السياسية في البلاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس