طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

في اجتماع لكتلة حزبه النيابية في البرلمان التركي، وجه زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو رسائل جميلة جدًّا من أجل فلسطين. لكنه أغفل أحد التفاصيل، وهو أنه قبل 8 سنوات، كان هو نفسه من شكا تركيا إلى إسرائيل.

الصدق أمر أساسي في قضية القدس، فهي ليست ولا يمكن أن تكون قضية اعتيادية.

بشكل عام، الكثير من البلدان يتشبث بالقضية الفلسطينية عندما يكون على خلاف مع إسرائيل. لكن الحسابات تكون مختلفة.

ليست الغاية فعل شيء من أجل فلسطين، وإنما استغلال القضية في الأزمة التي تعيشها تلك البلدان مع إسرائيل.

فلسطين قضية ممنوع استغلالها في السياسة الداخلية أو الخارجية. لأن أي مسلم يرى فورًا الفارق بين من يستغلها كأداة سياسية، وبين من يعمل من أجلها بصدق.

أُعلنت القدس بشكل غير مشروع عاصمة لإسرائيل. وفي اليوم ذاته ارتكبت هذه الأخيرة مجزرة في غزة.

وجه زعيم "الشعب الجمهوري" رسائل قوية وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية.

للمرة الأولى نرى ذلك. ونتمنى أن يستمر لأن الاستمرارية أمر أساسي في القضية الفلسطينية.

هناك من يقولون إن قلجدار أوغلو يسعى للظهور بمظهر المدافع عن القضية الفلسطينية، وهو يتجه إلى الانتخابات، أملًا في الحصول على أصوات الناخبين.

الوقت مبكر على مثل هذا الاتهام. إذا كان يفكر بذلك فعلًا فسوف ينكشف الأمر. لأن القضية الفلسطينية لا يستطيع كل من هب ودب أن يحملها على عاتقه.

عام 2010 كان هناك استفتاء في تركيا. وقعت آنذاك مجزرة ماوي مرمرة. في ذلك اليوم، خرج قلجدار أوغلو، الذي يدافع عن فلسطين اليوم، ووجه رسائل صداقة لإسرائيل.

التاريخ كان 6 سبتمبر/ أيلول 2010. تحدث قلجدار أوغلو مع أراد نير من القناة الإسرائيلية الثانية.

شكا تركيا إلى إسرائيل واتهم حكومة أنقرة بسبب حادثة ماوي مرمرة، دون أن يوجه أي انتقاد تقريبًا لإسرائيل، التي قتلت 9 من مواطنينا.

لم ينسَ أحد ذلك الحوار. أما اليوم فقد خرج قلجدار أوغلو مدافعًا عن فلسطين، وهو ينتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال حادثة ماوي مرمرة.

قبل 8 سنوات كانت تركيا أيضًا تتجه إلى انتخابات، عندها اعتبر قلجدار أوغلو تركيا مذنبة، وبرّأ إسرائيل من مجزرة ماوي مرمرة.

مضت الأعوام، اعتذرت إسرائيل ودفعت التعويضات.

واليوم يعود قلجدار أوغلو قبل الانتخابات أيضًا، ليثير حادثة ماوي مرمرة في كلمة دافع فيها عن فلسطين، ويدعو إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

لا أريد القول إنه يسعى لاستغلال فلسطين في حملته الانتخابية، لكن المعطيات الموجودة تثير الشبهات.

نأمل أنه لا يفعل ذلك.

أعود لأكرر أنه لا بد من الصدق في قضية القدس.

ارتكبت إسرائيل الكثير من المجازر حتى اليوم.

لم نسمع أبدًا صوتًا عاليًا من قلجدار أوغلو تجاه أي منها.

خروجه فجأة للدفاع عن فلسطين والقدس، ومن هناك توجيه الانتقادات إلى أردوغان أمر لا تحتمله القضية الفلسطينية.

لأن كل فلسطيني يعلم أن هناك زعيم واحد يدافع بصدق عن فلسطين، وهذا الزعيم هو أردوغان.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس