نوح ألبيرق – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

أصبحت قائمة مرشّحي حزب الشعب الجمهوري محوراً للنقاشات الجارية خلال الأيام الأخيرة، ويُقال إن كليجدار أوغلو قد أعاد تنظيم فريق الحزب وقام بتصفية العوامل الفاسدة، وأعتقد أن للمعارضة حسابات أخرى من خلال هذه الخطوات، عند فشل خطة المرشّح المشترك التوافقي انقلب حزب الشعب الجمهوري عن النظام الرئاسي، وعاد للدفاع عن النظام البرلماني.

بناء على الاستراتيجية الجديدة إن عدد أعضاء الأحزاب لم يعد أمراً هاماً، إنما الأمر الأهم هو أن تميل كفة الكثرة في العدد في البرلمان لصالح المعارضة،  ولهذا السبب يتم دعم حزب الشعوب الديمقراطي كي يتمكّن من الدخول إلى المجلس، لأن حزب الشعوب الديمقراطي يبدو غير قادر على تجاوز الحد المطلوب للنجاح في الانتخابات، وذلك بسبب وقوفه إلى جانب أعداء تركيا في بعض المسائل الهامة مثل القضايا المتعلّقة ببي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي وعملية عفرين والقدس، كما كان هذا السبب يُعتبر العائق الأكبر أمام ضم حزب الشعوب الديمقراطي لصفوف المعارضة، ولهذا السبب يعتمد حزب الشعب الجمهوري وتنظيم الكيان الموازي على أساليب مشفّرة من أجل دعم حزب الشعوب الديمقراطي.

إن قائمة مرشّحي حزب الشعب الجمهوري الجديدة لا تقتصر على أن تكون مجرّد تصفية من قبل كليجدار أوغلو فقط، إنما تمثّل خطةً شيطانيةً من أجل إعادة تصميم بنية المعارضة بأكملها، ولذلك فإن حزب الشعب الجمهوري الذي أعطى 15 من نوّابه للحزب الجيد قبيل فترة وجيزة لا يمتنع الآن عن تأجير ناخبية لحزب الشعوب الديمقراطي.

فقد حزب الشعب الجمهوري امتيازاته التي تميل للفكر اليساري، وبدأ يميل نحو الفكر اليميني بدعم من حزب السعادة، لكن في الوقت نفسه نلاحظ أن معظم مرشّحي حزب الشعوب الديمقراطي ينتمون للفكر اليساري، وذلك يشير إلى أن حزب الشعب الجمهوري يرسل ناخبيه اليساريين والأكراد إلى حزب الشعوب الديمقراطي.

الخلاصة هي أن حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي والحزب الجيد وحزب السعادة يسعون إلى تشكيل اتفاق يخاطب جميع أقسام المجتمع، والغاية من هذا الاتفاق هي زيادة عدد النوّاب المعارضين لأردوغان عن 301 في المجلس.

إن طريقة توزيع هؤلاء النوّاب ضمن أحزاب المعارضة ليس هاماً في الوقت الحالي، وذلك بسبب وجود احتمال اجتماعهم ضمن مجموعة واحدة عند نهاية الانتخابات، ويجدر بالذكر أن النقطة التي ينخدع فيها هؤلاء النوّاب هي رغبتهم في إعاقة أردوغان وبالتالي التسبب في فشل النظام الجديد وإظهار ذلك أمام المجتمع التركي من أجل إعادة نظام الوصاية.

إن وصول المعارضة إلى غايتها يتطلّب خطوة هامة أخرى، وهي إثارة الفتنة وخلق فكرة "انتخاب أردوغان مع تجاهل حزب العدالة والتنمية" لدى أقسام المجتمع، وإن انعكاس هذه الفتنة على صناديق التصويت يمثّل خطوة هامة في سبيل وصول جبهة الشر المدعومة من قبل أمريكا لغايتها.

في الوضع الراهن إن الأمر الأهم بالنسبة إلى جبهة المعارضة هو تقليل عدد نوّاب حزب العدالة والتنمية في المجلس، وذلك من أجل إفساد النظام الرئاسي بعد أن عجزوا عن الوقوف في وجه وصول أردوغان إليه، وبالتالي إعادة تطبيق نظام الوصاية في البلاد.

الآن يجب على الجهات التي تزعم أن البرلمان سيفقد دوره التنفيذي في حال تطبيق النظام الرئاسي وتتعاون مع أعداء تركيا من أجل إعادة النظام البرلماني وتضحي بكل ما تملكه لكي تنتصر عداوة أردوغان، أن تعيد التفكير في مسألة التضحية بأردوغان ومستقبل تركيا من أجل بعض العيوب الصغيرة في حزب العدالة والتنمية.

عن الكاتب

نوح ألبيرق

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس