ترك برس

قال الأكاديمي التركي البارز أيهان كايا إن عددًا كبيرًا من الأتراك المقيمين في أوروبا والذين يعانون من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، ينظرون إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أنه شخصية "تشفي إحباطهم"، ويمثل "شخص الأب الذي يتحدى القادة الأوروبيين.

يعمل أيهان على دراسة يتحدى من خلالها فكرة "صعود الحضارة" المنبثقة من "صراع الحضارات" الذي قدّم له المفكر الأمريكي صمويل هنتنغتون. ويقول إن الباحثين العاملين على شريحة الشباب من أصول مهاجرة يستخدمون مناهج مختلفة، وذلك بسبب فرض السردية الحضارية ما بعد الحداثية الذي يجبر الباحثين على استخدام عدسات مختلفة.

يصف أيهان هذه الشريحة من الشباب بأنها المتضررة من العلومة، فهي تشكو من البطالة، والاستعداء، وحقيقة أن الأحزاب السياسية الرئيسية لا تتجاوب مع مشاكلها، ولذلك تبحث عن أفكار بديلة لتعبّر من خلالها عن مشاعرها.

ويشير إلى أن الأحزاب السياسية غير مستعدة لإيجاد حلول ملموسة لحل المشاكل، فهي تفضل الإجابات المؤقتة والسهلة. أقرب الأمثلة قيام إسرائيل بقتل أكثر من 60 فلسطينيا، الذي يثبت عدم وجود عدالة عالمية، وهو أحد أسباب ميل الشباب ذي الأصول المسلمة نحو الإسلام السياسي.

تنطبق الفكرة نفسها حسب أيهان على الشباب في مدينة دريسدن الألمانية مثلًا، حيث لم يتحقق حلم توحيد ألمانيا كما يجب، ورغم أن الشباب ليسوا مهتمين حقيقة بصعود الإسلام إلا أنهم حملوا راية الإسلاموفوبيا لجذب الأنظار نحوهم لأنها السردية الرائجة في هذا الوقت.

الازدواجية تجاه أتراك أوروبا

أشار صحفي من صحيفة حرييت التركية في سؤال للأستاذ أيهان، إلى أن هناك شعورا سائدا في أوروبا بأنه إذا انتقد المهاجر التركي أردوغان فإنه يوصل بأنه مواطن مندمج بشكل جيد، أما إذا أشاد بأردوغان فإنه يوصف بالعكس. وفي تعليق له على ذلك، قال أيهان إن هذه الظاهرة بدأت مع النقاشات حول زيارات أردوغان إلى عدد من المدن الأوروبية.

حاولت الدولة التركية حسب أيهان، إيجاد جاليات وسيطة لتحقيق مصالحها، وذلك ليس فقط خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية ولكن في الفترات السابقة كذلك، حين كانت مهمة الجنرالات نشر المفاهيم العلمانية الكمالية. أما الآن فالعدالة والتنمية ينشر مفاهيم إسلامية وعثمانية جاذبة لبعض المجموعات في المهجر، خاصة المتضررين من العولمة.

أشار أيهان إلى أن شخصية الأب القوي في أردوغان تزداد جاذبية في نظر الأتراك ذوي الخلفية الدينية المحافظة، والذين يعانون من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، ومعظم هؤلاء لم يحصل على الجنسية الألمانية على سبيل المثال، ويُعدون من المتضررين من النيوليبرالية والعولمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!