تركي برس

أكد الملحق العسكري الكندي السابق في تركيا، كريس كليفورد، أن تنظيم فتح الله غولن الإرهابي هو من دبر محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تركيا في تموز/ يوليو 2016، لافتا إلى أن التنظيم أخفق في تقدير الدعم الشعبي الذي يحظى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

جاء ذلك في ورقة بحثية أعدها كيلفورد نشرتها منظمة الأبحاث الكندية في مؤتمر معهد جمعيات الدفاع (CDA)، واستندت إلى لقاءات أجراها مع صحفيين وضباط عسكريين أتراك متقاعدين ودبلوماسيين أجانب وضباط ما زالوا في الخدمة العسكرية.

وذكرت الورقة البحثية أن من بين الأدلة القوية على تورط  تنظيم غولن في الاتقلاب، تلك التي تتعلق بدور كمال باتماز، المدير العام لشركة "كايناك" للورق، الذي قبض عليه خارج قاعدة أكينجي الجوية في الساعات الأولى من يوم 16 يوليو.

وادعى باتماز أنه كان موجودا في المنطقة للبحث عن عقارات، ولكن الكاميرات الأمنية سجلت أنه كان يجري اتصالات من خارج القاعدة مع الجنود المشاركين في المحاولة الانقلابية.

كما ناقشت ورقة كيلفورد أسباب فشل محاولة الانقلاب. وكان من أهمها أن مدبري الانقلاب اضطروا إلى بدء عملياتهم قبل موعدها بست ساعات، في وقت كان  فيه المواطنون الأتراك مستيقظين ويدركون ما يحدث. وقد أدى ذلك إلى إيجاد حالة من الارتباك بين أنصار الانقلاب.

وكان العامل الآخر هو عدم قدرة الانقلابيين على القبض على الشخصيات الحكومية البارزة ، وخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي لعب ظهوره في التلفزيون عبر برنامج فيس تايم دورًا رئيسيًا في تحديد مصير محاولة الانقلاب.

ووفقا لكيلفورد، فقد كان الخطأ الآخر الذي ارتكبه الانقلابيون، هو عدم السيطرة على وسائل الإعلام، ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي ، التي يبدو أن مدبري الانقلاب قد استهانوا بها.

ويضيف كيلفورد أن الانقلابيين استهانوا بمستوى الدعم الشعبي الذي يتمتع به الرئيس أردوغان، كما أخفقوا في تقدير أن معارضي أردوغان لن يرحبوا بحكومة يقودها العسكر أو حكومة يقودها فتح الله غولن ومؤيدوه. والأهم من ذلك أن أحزاب المعارضة التركية سارعت إلى الوقوف إلى جانب الحكومة.

ولفت كيلفورد إلى عامل مهم آخر في فشل الانقلاب، هو وجود فراغ في القيادة بين المستويات العسكرية العليا المتورطة في الانقلاب. وقال: "لم يكن الجنرال أكين أوزتورك، راغبا فيما يبدو في لعب الدور الأكبر. ولذلك حاول الجنرال محمد ديشلي، أحد المدبرين الرئيسيين للانقلاب إقناع رئيس الأركان خلوصي أكار بتولي المسؤولية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!