ترك برس

أكد خبير العلاقات الدولية، الدكتور خالد الربيع، أن المعارضة التركية بكل أطيافها وتوجهاتها وزعمائها لا تملك رؤية مستقبلية للدولة التركي، أو برنامجا انتخابيا ينافس حزب العدالة والتنمية المتواجد في السلطة منذ ما يقارب العشرين سنة، وهدفها الوحيد هو تركيا بلا أردوغان.

وقال الربيع في مقال نشرته صحيفة النهار اللبنانية، إن كل المؤشرات الايجابية تصب في صالح السيد أردوغان وحزبه وحليفه حزب الحركة القومي، فكل استطلاعات الرأي تشير إلى ارتفاع شعبية أردوغان خصوصاً بعد عملية غصن الزيتون في عفرين عندما منع إقامة دولة كردية في شمال سوريا. فاستنهض بذلك القومية التركية، وقام برد الاعتبار للمؤسسة العسكرية بعد محاولة الانقلاب الفاشل.

وأضاف أن خصوم أردوغان في الشرق والغرب يتفقون على أنه قد نقل تركيا من دولة تابعة للدول الغربية إلى دولة لها تأثير ونفوذ كبير في المنطقة من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية واستخدم قوتها الناعمة في أفريقيا كالسودان والصومال ودول البلقان لبناء المدارس والمساجد والجامعات والمستشفيات.

ولفت الربيع إلى أن المعارضة التركية لم تتعلم من الدروس السابقة، وكانت الانتخابات الرئاسية عام 2014 أكبر دليل على إخفاقها، وذلك عندما دعمت أحزاب المعارضة مجتمعة  أكمل الدين إحسان أوغلو ضد أردوغان، حيث لم سستطع أكبر أحزاب المعارضة (حزب الشعب الجمهوري الكمالي) آنذاك تقديم مرشح من داخل الحزب.

وأشار إلى أن المتابع للشأن التركي يدرك حجم المأزق الذي تعانيه المعارضة في الآونة الاخيرة، حيث إن جميع التحركات على الساحة التركية يقودها حزب السعادة بقيادة السيد "تمل قره مولا أوغلو"، وهو حزب لا وجود له في البرلمان أصلا ولم يتمكن من تجاوز نسبة 10% في الانتخابات الأخيرة.

وذكر أن إجراء الانتخابات قبل موعدها المحدد أربك المعارضة التي تدعى أنها جاهزة، حيث من الصعوبة أن تتوحد على برنامج انتخابي واحد، وخصوصاً أن هناك اختلافا جذريا بينها في التوجهات والرؤى من أقصى اليمين كحزب السعادة المحافظ إلى أقصى الشمال، كحزب الشعب الجمهوري الكمالي والشعوب الديمقراطي الكردي، والحزب الصالح القومي اليمني مع ظهور بوادر انشقاقات داخل هذه الأحزاب.

وقال الربيع إن هناك عوامل داخلية وخارجية دفعت الرئيس التركي أردوغان إلى التبكير بإجراء الانتخابات لكي يستبق أي تطورات سلبية محتملة بكل ارتداداتها على الأمن والاقتصاد التركيين، وأبرزها التضخم الاقتصادي في تركيا، واحتمال نشر قوات عربية بسوريا وعلاقته المتوترة مع أمريكا وبوادر، والصراع الإسرائيلي الإيراني على الأراضي السورية، إضافة إلى نقل السفارة الأمريكية للقدس.

ونوه إلى أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى فوز أردوغان في الجولة الأولى، ومن ثم يكون هو المخول الوحيد لتشكيل الحكومة ودون الحاجة للبرلمان، ليكون لدى تركيا نظام سياسي جديد مستقر وقوى، وربما يصبح أكثر قوة من كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديث.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!