بولنت إردانتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

الاسم الحركي للاعتداء الذي وقع في باريس هو: رحيل أوباما وعودة بوش. وبعبارة أوسع: عودة المحافظين الجدد بذهنية إمبريالية جديدة. لا أريد من أحدكم أن يقول: "وما علاقة أوباما وبوش بأحداث باريس". بالتأكيد يوجد علاقة بينهم.

باريس عبارة عن محطة أو عنوان مرحلي فقط. العنوان الرئيسي: نيويورك 2001 وباريس 2015.

ولكن ما هو العنوان الجديد ؟

أصبح كلينتون الذي ينتمي إلى الديمقراطيين رئيسا، بعد تغلبه على جورج بوش الأب، الذي كان رئيسا سابقا للاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي أيه.

وفي عام 1999 تم دفع الناخبين لانتخاب بوش الابن، الذي ينتمي إلى الجمهوريين رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، لينتقم بذلك لوالده. وكان داعموه حينها "بارونات بيلدربرغ" وصندوق النقد الدولي والبترول والسلاح، والمخططون الاستراتيجيون اليهود، والمحافظون الجدد. لأنهم كانوا قد اتخذوا قرارا بتنفيذ خطة عالمية يقضي بتقسيم العالم من جديد، وبالهيمنة الكاملة على البترول والغاز في الشرق الأوسط وأفريقيا.  

ولمواصلة هيمنتها أوجدت الولايات المتحدة الأمريكية ساحات صراع جديدة، عبر مشروعي "الحزام الأخضر وصراع الحضارات" اللذين أُطلقا من قِبَل "بيرزيزينسكي" و"صامويل هانتينغتون" اللذين كانا يعتبران من أكبر المخططين الاستراتيجيين في العالم. 

وفي عام 2001 نفذ الأبناء المخلصون للسي آي أيه والموساد خطة عميقة. ففي يوم الثلاثاء الواقع في 11 أيلول/ديسمبر 2001 بدأت المسيرة العميقة الأمريكية البريطانية، عبر ضربة البداية التي نفذتها القاعدة، بزعامة أسامة بن لادن لمركز التجارة العالمية في نيويورك والبنتاغون. وبهذا أعطيت شارة الانطلاقة للخطة العميقة التي تنظم الشرق الأوسط الموسع.  

وتم غزو أفغانستان في عام 2001، وغزو العراق في عام 2003. واعترف "كولن باول" وزيرا لخارجية الأمريكي في تلك الفترة، بعد مرور سنوات بأن السي آي أيه كانت قد زودتهم بمعلومات خاطئة، وبهذه الاعترافات ظهرت حقيقة الخطط المزورة. ولكن للأسف كانوا قد قتلوا ملايين الأبرياء في الدول التي غزوها، دون تمييز بين المدنيين والنساء والأطفال. وكسب بارونات البترول والسلاح في الولايات المتحدة الأمريكية ترليونات الدولارات بين أعوام 2001 – 2008.

hلمحافظون الجدد يعودون إلى الواجهة..

في عام 2008، كان على الولايات المتحدة الأمريكية، أن تتصالح مع العالم الإسلامي. فتم توجيه الناخبين لانتخاب أوباما ذو الأصول الأفريقية الإسلامية، كأول رئيس للولايات المتحدة من هذه الأصول. فتصدر الواجهة منتجو أجهزة الحواسيب، وعاد بارونات السلاح والبترول إلى خلف الكواليس.   

وخلال زيارته لتركيا قال أوباما في الكلمة التي ألقاها في مجلس الأمة التركي الكبير أن "الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع العالم الإسلامي، ولن تكون أبدا". وكانت هذه الجملة من بين الرسائل الهامة الرامية، إلى تجميل صورة الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي عهد أوباما تم العمل على عكس المفهوم التالي: "الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع حل مشاكل العالم لوحدها، ويجب علينا العمل سوية لحلها". 

وفي عام 2012 ربح أوباما الانتخابات مجددا. ولكن بارونات السلاح والنفط، وأغلبهم من اليهود، لم تكن تعجبهم سياسات أوباما المرنة. وكان المحافظون الجدد يتبوأون المناصب الحساسة مجددا. وكان المخططون الاستراتيجيون اليهود ينقحون خططهم القديمة.

أمن إسرائيل: شهدت كل من مصر وسورية أحداثا لم تكن بالحسبان، وأصبح أمن إسرائيل في خطر. فقامت إسرائيل بإحداث انقلاب في مصر، وبوضع الأسد تحت حمايتها. وفي عام 2013 بدأ نجم أوباما بالأفول، مما أدى إلى دفع الناخبين إلى عدم انتخابه في الانتخابات النصفية التي جرت في عام 2014 التي ربحها الجمهوريون (بارونات السلاح والنفط).

ماذا حصل في باريس ؟

بالرغم من أن منفذي الاعتداء في باريس، ينتمون إلى منظمات أنتجتها داعش أو القاعدة أو المنظمات الأخرى التي تتبع نفس النهج، إلا أن هناك خطة مبيتة أخرى يتم العمل على تنفيذها عبر إثارة أحداث باريس.

فاعتداء باريس ليس إلا خطوة جديدة لحرب الحضارات، التي تعتبر تكملة لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر في نيويورك.

وتقوم حاليا الدول العميقة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بتنفيذ "مشروع الشرق الأوسط الكبير" بعد تنقيحها.  

النتيجة:

"النجم الساطع" للجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية هو "جورج بريسكوت بوش"، ابن أخ الرئيس السابق "جورج دبيلو بوش"، ويترأس أيضا مكتب إيرادات النفط والغاز في تكساس. وبدأ الجمهوريون من الآن يطلقون على جورج بوش الحفيد، الذي يعتبر من الدماء الشابة في عائلة بوش، لقب "الرئيس القادم". وبتنفيذ اعتداء باريس تم الدفع بساركوزي أيضا إلى طريق الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة عام 2017.

فأوباما راحل، وجورج بوشات جدد قادمون.

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس