مريم غايبري – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تتعرض تركيا لمؤامرات دولية، خصوصاً مع بدء الحرب الأهلية في سوريا، وذلك بهدف إضافتها لقائمة الدول الداعمة للإرهاب.

بعد هجوم شارلي إيبدو في باريس، ازدادت وتيرة هذه المحاولات بشكل واضح. حيث اتهم أحد أعضاء حزب الشعب الجمهوري بكل وقاحة في تغريدات له على "تويتر"، كلاً من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء التركيين لتورطهما في الهجوم.

**

وفي الوقع يقوم أولئك الذين يدّعون بأنهم قوميين وغربيين وعلمانيين وكماليين، منذ سنوات، بادعاءات لأصدقائهم في الغرب، بأن حكومة العدالة والتنمية هم "إسلاميين" و"داعمين للإرهاب".

والشيء المخزي والأكثر وقاحة، انضمام تلك الجماعة التي أظهرت نفسها، منذ زمن طويل، على أنها "جماعة دينية"، إلى قائمة المشتكين. حيث أنهم يكتبون كل تغريداتهم ومقالاتهم وشعاراتهم بالإنكليزية، ويقومون بوشاية حكومة دولتهم للغرب. 

لدرجة أنهم وبعد زيارة "خالد مشعل" لتركيا، استغلت إحدى صحف الكيان الموازي الحدث، والتي تُنشر بالإنكليزية، ووَجَهَت سؤالاً للناطق باسم الخارجية الأمريكية، مفاده "هل ستُضاف تركيا لقائمة الدول الداعمة للإرهاب؟".

كما قاموا بتلفيق كذبة تقول بأن "الحكومة والإسلامين في تركيا أقاموا الاحتفالات" بسبب هجوم باريس، ووجهوها بالإنكليزية لأصدقائها في الغرب. إضافة لذلك قام كُتاب صحيفة تلك الجماعة الناطقة بالإنكليزية، بدعم أصدقائهم في الصحيفة التركية التي أعادت نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مؤخراً.

وشكلت مراسم الاستقبال الجديدة في القصر الرئاسي، والتي يرتدي فيها الجنود ثياب تراثية مستوحاة من الزي المستخدم خلال الإمبراطوريات التركية القديمة والتي يبلغ عددها ستة عشر، حلقة جديدة استغلتها المعارضة، في إطار ادعاءاتها الكاذبة ضد الحكومة التركية. في الوقت الذي تستخدم فيه دول مثل انكلترة وفرنسا واليونان وإسبانيا أزياء تعود للقرون الوسطى، في المراسم العسكرية وقاعات المحاكم.

لماذا تستاؤون من هذه الأزياء، التي تهدف لإقامة جسر تاريخي مع الامبراطوريات التركية القديمة؟ ولا تستاؤون من الغرب، الذي يهدف بثيابه تلك، لإعادة العالم للعصور الوسطى المظلمة؟ بل وتشتكون إليه من الحكومة التركي.

إن أولئك الذين يربط بين الإرهاب والإسلام، لا يهتمون بظروف الدول الإسلامية التي تعيش أياماً مأساوية هذه الفترة. والصورة الراسخة في أذهان الغرب هي "جميع المسلمين إرهابيين"، لذلك تراهم يسعون جاهدين لدفع المسلمين للاعتذار.

دعونا نسلط الضوء على أحداث الأربعين الأخيرة فقط. اُحتلت أفغانستان من قبل روسياً أولاً ومن ثم أمريكا ثانياً، وبعدها قادت أمريكا قوات التحالف الغربي خلال غزو العراق، وقتلت ملايين المدنيين في هذه الدول.

لننظر الآن من الجهة المقابلة، ما هي صورة الغرب في دول المشرق؟ لنفترض بأن "قوات التحالف الشرقية" غزت أياً من انكلترة أو فرنسا أو إسبانيا أو ألمانيا، وقتلت ملايين الأشخاص، وعذبت عشرات الآلاف فيها، ماذا كان سيحصل في هذه الحالة؟

لا الشعب ولا التاريخ سيغفر لأولئك الذين ينظرون من منظور الغرب، ويتعاونون مع الغرب ضد بلدهم.

عن الكاتب

مريم غيبري

كاتبة في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس